الماسونية: دجّال آخر الزّمان– القسم الثانی عشر

0
الماسونية؛ هي دجّال آخر الزّمان– القسم الثانی عشر

تدابير الإسلام لمقابلة الماسونيين

دين الإسلام الذي قدم أكمل برنامج لسعادة البشرية، ووضع المباديء التوجيهية و الطرق الصحيحة لمقابلة أعداء الدّين و المحافظة علي الإعتقادات. حتي في العديد من الحالات وردت بعض التنبؤات و المباديء التوجيهية في آيات القرآن و أحاديث الائمة المعصومين عليهم السلام و التي من خلالها بإمكاننا الإعتماد عليها حين نهيمن علينا الظروف الصّعبة (خاصة في زمن غيبة الإمام ((عجل الله فرجه.))
من ضمن الأشياء المدهشة حول هذا الموضوع، هو أن الله سبحانه و تعالي بعلمه و قدرته التي تحيط  بكلّ شئ، ذكر بعضاً من هذه التنبؤات و التوجيهات بصورة مباشرة من خلال آيات القرآن المجيد و بصورة غير مباشرة عن لسان المعصومين (عليهم السلام) لكي و عن طريق هذه التعليمات نتمكن من المواجهة  أمام أكبر عدو للدين على مرّ التاريخ و هو الماسونية. بالأخص حين نطابق الماسونية  بدجال آخر الزّمان، تبرز هذه المسألة بصورة واضحة. (جدير بالذكر أنّ الماسون هو اسم و هذا الاسم يطلق على تنظيم واسع جدا و علي هذا الأساس حينما نقول الماسونية  ليس القصد هو المجموعات الماسونية الموجودة في مختلف البلدان، بل القصد هو البلاد الماسونية كالولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل و بعض الجماعات كالايفانجليكية و غيرها من الجماعات المنحرفة, فعلى هذا الأساس، مصطلح الماسون هو مصطلح واسع النطاق جداً.)
لدى الإسلام الكثير من التّدابير اللاّزمة لمواجهة الأعمال التخريبية الماسونية و ذلك لأجل المسلمين لكي يكونوا قادرين علي مواجهة هذا الدّجال الإحتمالي في آخر الزمان. ففي هذا القسم  نذكر أهم ما ورد في الاسلام من هذه التدابير:

1-ذكر فرعون المتكرر في القرآن بإعتباره أحد أكبر الطغاة

كما شاهدتم و من خلال أقسام هذه المقالة, أن التعاليم الإلحادية و الشيطانية الكابالية و الماسونية أخذت من حضارة الفراعنة و ثقافتها الطاغية في الأراضي المصرية القديمة. (457) هذه الأسس المصرية لها أهمية عظيمة لدي الماسونية بحيث بعض المجموعات الماسونية منها (Shriner) التي تهتم بالتقاليد الوثـنية عند الأعراب زمن الجاهلية, لم تزل تتبع التقاليد المصرية أيضاً. و في الواقع جدير بالذكر أنّ أساس أفكار الكابالية و الماسونية أسست على تعاليم و رموز الحضارة المصرية القديمة. الصّور التالية تبين لنا بعض هذه الرموز:

الماسونية؛ هي دجّال آخر الزّمان– القسم الثانی عشر

بعض الرموز المشتركة بين الماسونية و مصر القديمة

                   

                الماسونية؛ هي دجّال آخر الزّمان– القسم الثانی عشر

بعض الرموز المشتركة بين الماسونية و مصر القديمة

كما لاحظتم، هناك العديد من الرّموز الماسونية تشبه رموز مصر القديمة و هذا الأمر يؤكد لنا اقتباس الماسونية من الثقافة الإلحادية التي كانت سائدة في الأراضي المصرية (458)
و الله العالم سبحانه و تعالى ذكر في القرآن الكريم بعض الآيات في ذمّ فرعون و وزيره هامان، كما أنّه ذكر اسم فرعون أكثر من أي طاغوت آخر في القرآن الكريم و كما نلاحظ بالتالي بعض هذه الآيات: (459)

الماسونية؛ هي دجّال آخر الزّمان– القسم الثانی عشر

                                  مقتطفات من آيات القرآن الكريم في ذم بني إسرائيل

حقيقة أنه بالرغم من وجود حكام مستبدين آخرين مثل آشور بانيبال و نبوخ نصر الثاني عبر التاريخ ، (460) ولكن لم يذكرهم الله، بينما يشير الله سبحانه كثيرا لفرعون، و يظهر ذلك إن الفرعون و اتباع الفرعون اشد خطرا للأديان الإلهية من منظر الله عزوجل و معرفتهم باتت ضرورة لجميع المسلمين.

بكل تأكيد أن الله سبحانه هو العالم بالقديم و الحاضر و المستقبل، و بالنظر لذلك فهو يعلم أن طواغيت المستقبل للعالم هم استمرارًا لطریق الفرعون، لذا قام بالتعریف المکرر عن الفرعون في القرآن الكريم ليخبر المسلمين من خطر الفرعون و اشباهه و ليحذرهم من الوقوع في براثن فراعنة العصر (الماسونية).

إن هذه الاشارات المثيرة و الاعجازية للقرآن تجاه الفرعون و اشباهه و تحديد اخطارهم تظهر لنا أن الله سبحانه و تعالى قد أخبر المسلمين من الخطورة التي سيتسببها الفراعنة (الماسونية) في نهاية العالم، و بالتالي يحفزهم على مواجهة هذه الفرقة الكافرة.

2-بيان الخبائث و الشرور المتكررة لليهود و بني اسرائيل في القرآن و ذمهم.

قوم بني اسرائيل أحد أكثر الأقوام غدرًا وخيانةً للعهد علی مر التاريخ. و قد نجد لهم اثرا في جميع المؤامرات و الدسائس التي حدثت على مر التاريخ. لذلك السبب  تجد جميع الاقوام بعد ما تفرقت بني اسرائيل و انتشرت بينهم تحاول ابعاد نفسها عن دسائسهم و عن فتنهم.

كان لقوم بني اسرائيل الدور البارز في نشر المفاهيم الماسونية من مصر القديم الى اوروبا و أمريكا الحديثة و في هذا المسار قامت بتعزيز التعاليم المتشتتة المصرية من خلال إنشاء تعاليم الكابالا. لفهم هذه القضية بشكل جيد، يجب أن نلقي نظرة ثانية على موضوع نقل المفاهيم الماسونية من مصر القديم الى اوروبا: (461)

بعد ما تحرر قوم بني اسرائيل من براثن الفرعون و اتباعه بإذن الله و بواسطة موسى عليه السلام و بعد ما ازيل الخطر عنهم، كفروا بأنعم الله و اختاروا عبادة العجل. ولكن الله عاد عليهم بمنه و فضله و أرشدهم الى شريعة موسى عليه السلام. بعد وفات موسى عليه السلام، تركت بني اسرائيل اتباع التعاليم السماوية و قاموا بنشر التعاليم المصرية المنحرفة التي سبق و أن تعلموها في مصر. و قاموا بمزج التعاليم الكفرية المصرية مع التعاليم الكفرية للملل الاخرى و أسسوا منها التعاليم المنحرفة المسماة بالكابالا و سموه بكل وقاحة العرفان اليهودي. فلم يترك هؤلاء الانبياء حتى و نعتوا سليمان عليه السلام بالكافر و المشرك ليضيفوا شريكا لإجرامهم و افعالهم الخبيثة.

فيما بعد، قام كهنة بني اسرائيل بتعليم تعاليم كابالا الكفرية لعدة من المحاربين الصليبيين المسمون بفرسان المعبد و نشروا هذه التعاليم من خلالهم في جميع أرجاء اوروبا و من ثم أمريكا. بالنهاية و في القرون الاخيرة، انتقلت تعاليم الكابالا الى الماسونيين و هم تكفلوا بنشر هذه التعاليم الشيطانية. بالتالي يمكن القول إن بني اسرائيل كانوا هم الجسر الرابط بين مصر القديم و العصر الحاضر و من خلالهم وصلت تعاليم كابالا الماسونية الى الماسونيون. بالطبع تجدر الإشارة الى أن علاقة بني اسرائيل مع الماسونية كانت علاقة ثنائية مزدوجة و أن الماسونية قامت بحماية غايات و اهداف بني اسرائيل.

من ضمن الفرق و الاعداء التي اشار اليها الله سبحانه مرارا في القرآن الكريم، هم قوم بني اسرائيل. عرف عن بني اسرائيل مرارا في القرآن الكريم على أنهم قوم غادر و حاسد و متعنت و جحود و خامل، بحیث تجاهل اتباعهم نعم الله و جحدوا بها و انشغلوا بالرذائل الدنيئة المادية.

و قد اشار الله سبحانه و تعالى في مواضع كثيرة من القرآن بتمرد و عصيان بني اسرائيل و حذر المسلمين من التشبه باعمالهم و افعالهم. كذلك ذم الله بني اسرائيل في كثيرا من الآيات القرآنية و اخبر المسلمين من خطورتهم.

تشاهدون في الجزء التالي، مقتطفات من الآيات القرآنية التي جاءت في ذم بني اسرائيل:

الماسونية؛ هي دجّال آخر الزّمان– القسم الثانی عشر

                                                مقتطفات من آيات القرآن الكريم في ذم بني اسرائيل

الذم المتكرر لبني اسرائيل في القرآن الكريم، في الوقت الذي يبدو فيه أن مشركي مكة هم العدو الأساسي للمسلمين، يظهر إن الله العليم و الحكيم الخبير يخبر المسلمين من الخطر العظيم الا و هو قوم بني اسرائيل. في الواقع إن الله من خلال اشاراته المتكررة لبني اسرائيل، يخبر المسلمين أن بني اسرائيل سيكونون هم العدو الأكبر على مر التاريخ و خاصة في أحداث آخر الزمان.

هذه التنبؤات من قبل الله عزوجل في القرآن تعد إعجازًا ظاهرًا، لأننا الیوم نشاهد إن الدجال المحتمل لآخر الزمان أي الماسونية ناجمة عن تعاليم كابالا المنحرفة لبني اسرائيل و بالمقابل نرى إن الماسونية تحامي بكامل قواها عن غايات و الاهداف المنحرفة لبني اسرائيل.

بالتالي، فهذه الاشارات المتكررة من قبل الله سبحانه تجاه خبائث و شرور بني اسرائيل في القرآن لعبرة المسلمين، ربما تكون أحد تمهيدات الاسلام لمواجهة الدجال المحتمل لآخر الزمان أي الماسونية.

3- بيان المعاجز العلمية الدقيقة في القرآن بهدف المواجهة مع المزاعم العلمية للماسونية.

ذكر في أجزاء مختلفة من هذا المقال أن التنظيمات الماسونية العالمية، لدیها مزاعم علمیة كثيرة، بحيث وضعت العديد من مفاخرها و ادعاءاتها على اساس العلوم و خاصة العلوم التجربية.

عضوية الكثير من الحائزين على جوائز النوبل للسلام في الماسونية، (462) الاستناد الكبير للماسونيين على نظريات داروين، (463) الإستفادة القصوى من الهندسة و الرياضيات من قبل الكاباليون و الماسونيون، استخدام من علائم الفرجار و الکوس کأحد اهم رموز الماسونیة، (464) الشهادات العليا لاعضاء المحافل الماسونية (465) و … جميعها تعد من الامور التي يسعي الماسونيين بإتخاذها وسيلة لبيان توليهم و أن يظهروا للناس أنهم اصحاب علم و من جانب آخر، يقوموا بسخرية الاديان الاخرى و أن يظهروا المتدينين الاخرين أنهم جهلة، اغبياء، بعيدين عن العلم و اهل الاوهام . يمكن القول بكل جدارة ان هذه الحربة أي دعواهم للعلم، هي الأدات الفعالة التي استخدمتها الماسونية لجذب طلاب العلم و العلماء نحو محافلهم.

ولكن خلافا للمزاعم الماسونية، فإن الأديان السماوية و خاصة الدين الاسلامي مليئ بالمواضيع العلمية الدقيقة و يحث المؤمنين على تعلم العلوم. اثناء ذلك فإن القرآن الكريم المتضمن لكلام الله سبحانه دون نقصان أو زيادة، في ليلة نزول الوحى على نبينا محمد صل الله عليه و آله و سلم و عند لحظاته الاولى يتكلم عن القلم و القراءة و التعلم و يقول:

الماسونية؛ هي دجّال آخر الزّمان– القسم الثانی عشر

وجود كلمات القلم، إقرأ و التعليم في الآيات المنزلة على النبي الأكرم، (آيات 1-5 من سورة علق)

إن هذا الكتاب العزيز، بالاضافة على انه يحث المؤمنين مرات عديدة على العلم و التعلم، فهو ايضا يحتوي على نقاط و حقائق علمية بحتة خاصة في العلوم التجربية و المدهشة.

للإضاحة الأدق لهذا الموضوع، نستعرض أحد نماذج هذه النقاط العلمية التي تظهر الجوانب الاعجازية للقرآن الكريم:

في الآيات الابتدائيه لسورة الروم، يوضع الله نموذجين من معاجزه القيمة. احد هذه المعجزات تتعلق بالنبوءة التاريخية و الاخرى تتعلق بعلم الجيولوجيا.قبل الخوض في شرحها يجب أن ننظر مرة اخرى لهذه الآيات التالية:

الماسونية؛ هي دجّال آخر الزّمان– القسم الثانی عشر

                                         آيات 1-4 لسورة الروم و إعجازها

في العديد من السور القرآنية التي تبدأ بالحروف المقطعة، يتكلم الله سبحانه فورا عن عظمة القرآن، (466) ولكن في سورة الروم، یتکلم الله على الفور على حرب الفرس و الروم، يمكن لهذا الموضوع أن يدلنا على احتمالية وجود معاجز في قضية حرب الفرس مع الروم، تظهر عظمة هذا القرآن و الخالق، (467) بالتالي من خلال هذه المقدمة، يمكن أن نقوم بدراسة معجزات القرآن في هذه الآيات بدعم اكبر من ذي قبل.

هنالك معجزتان كبيرتان من قبل الله سبحانه توجد في آيات 1-4 من سورة الروم:

الأولى تتعلق بتنبوء الله سبحانه و تعالى حول واقعة تاريخية. حيث اخبر الله سبحانه في هذه الآيات عن انتصار الروم على الفرس في الحرب.

الآيات الابتدائيه لسورة الروم، نزلت في حياة النبي صل الله عليه و سلم حين كان موجودا في مكة المكرمة حوالي عام 620 للميلاد ” 6 أعوام بعد الحرب الاولى بين الفرس و روم الشرقية في أورشليم (بيت المقدس) “. الحرب المذكورة وقعت بين الفرس و روم الشرقية (البيزنطية) في عام 614 للميلاد، وقعت على إثرها مدينة اورشليم (بيت المقدس) و العديد من أراضي الشامات و فلسطين تحت سلطة الدولة الساسانية الفارسية. (468) الحرب التي وقعت في عام 614 للميلاد، تعتبر من الحروب الشهيرة في التاريخ، فبعد فتح اورشليم على يد الفرس، سقط الصليب المقدس بيد الايرانيون و قام الفرس بنقله لبلادهم كغنيمة حرب. (469) ( الصليب المقدس، هو صليب وفق لمعتقد المسيحيين تم صلب المسيح عيسى عليه السلام عليه و عرج من هناك الى السماء. (470) بالطبع إن المسلمين لا يعتقدون بهذا الصليب و لا بموت عيسى عليه السلام بل يعتقدون إن عيسى عليه السلام عرج الى السماء و هو حي يرزق عند ربه.)

بعد حرب عام 614 للميلاد، اعتبرت معظم الدول إن فناء حكم الروم الشرقية (البيزنطية) و التي كانت تعتبر من القوى العظمى آنذاك، امرا محتوما، لإن الروم حتى و قبل فتح أورشليم كانوا قد تعرضوا للعديد من الهزائم من قبل الامبراطورية الفارسية و خسروا اراض كبيرة من اراضيهم . (471) ولكن الله سبحانه و تعالى أراد أن يبث الامل في نفوس المسلمين الذين كانوا حينها يمرون بفترة عصيبة لذا نبأهم بهذا النصر ليتفاءلوا بالمستقبل المشرق. لقد أنزل الله سبحانه في أواخر تواجد النبي صل الله عليه و آله و في مكة (الموافق ل 620 للميلاد) الآيات الابتدائيه لسورة الروم على نبيه الكريم (472) و أوعده أن الروم بالرغم من هزيمتهم امام الفرس، سينتصرون في اقل من 10 أعوام (3 الى 9 سنين) على الفرس. (473) و يضيف الله سبحانه قائلا: إن المؤمنين سيفرحون بعدها و يتفاءلون بمستقبل مشرق للإسلام.

بعد نزول تلك الآيات المنشودة، قام مشركي مكة بإستهزاء الرسول الأكرم و المسلمين و كذبوا نبوءة القرآن (العياذبلله). لكن التاريخ و بعد مرور 7 أعوام أثبت نبوءة القرآن و الله جل جلاله هو الخبير و الأعلم بالمستقبل. بحيث في عام 627 للميلاد (7 أعوام بعد نزول الآيات الابتدائيه لسورة الروم)، هزم الرومان جيوش الفرس في منطقة نينوا شر هزيمة. بحيث قام الفرس بمصالحة الروم خشية الهزائم التالية و على إثرها إجبر الفرس على التراجع من الاراضي التي احتلوها و أن يعودوا الصليب المقدس الى أورشليم. (474) وهكذا ، بعد أن تحقق وعد الله، فرح المؤمنون و تأملوا وعودًا أخرى من الله تعالى ، بما في ذلك انتصار الإسلام في المستقبل.

2) اما المعجزة الثانية التي ذكرت في مطلع سورة الروم، تم اكتشافها بعد 14 قرن من نزول الوحي و بعد ما تم اختراع المعدات المتقدمة مثل الأقمار الصناعية.

هذه المعجزة تتعلق بعلوم الطبيعة و التي ذكرت ضمن نطاق علوم الجيولوجية و قد أدلى الله الستار عن حقيقة علمية بحتة، حقيقة كانت مخبأة عن ناظر المسلمين و البشرية جما، ولكن الله جل في علاه قد ذكرها لرسوله النبي الامي في كتابه العزيز و في تلك الصحراء  القاحلة لأرض الحجاز.

تلك المعجزة، دعونا نلقي نظرة ثانية على آيات 1 حتى 3 من سورة الروم:

قال الله سبحانه في الآية 2 و 3 لسورة الروم:

« غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فى أَدْنى الأرْضِ وَ هُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سيَغْلِبُونَ (3) » (475)

جاء في اكثر التراجم عن أدنى الأرض أن المراد منها الأرض القريبة.(476)

و قد استخدم اللفظ الفرعي و الغير مداول لهذا اللفظ في تلك التراجم. (477) بينما اذا استخدمنا المعنى الآخر و الفرعي للفظ أدنى أو أقرب، لربما سنواجه الغموض و الإبهامات فيها.

لفهم الموضوع بشكل جيد، عليكم أن تشاهدوا الصورة التالية:

الماسونية؛ هي دجّال آخر الزّمان– القسم الثانی عشر

تلاحظون في الصورة اعلاه بأن جميع المناطق المتواجدة في الدائرة الحمراء الكبيرة، لديها مسافات متساوية مع مكة المكرمة (الدائرة الصغيرة باللون الأزرق). أحدى هذه المناطق الموضحة بالسهم الأصفر هي موقعة حرب الروم مع الفرس في عام 614 للميلاد.

وفقا للصورة، نستنتج أن عبارة أدنى الأرض التي جاءت في مطلع سورة الروم، من المحتمل أن لا يكون معناها الأرض القريبة، لأنه توجد هنالك أراضي متعددة منها جنوب العراق و شمال مصر و غيرها تقع داخل الدائرة الحمراء و جميعها لديها مسافات متساوية من مكة كما تقع موقعة حرب الروم و الفرس عن مكة بالمسافات نفسها. بالتالي لا يمكن أن يطلق على موقعة حرب الروم و الفرس لفظ “أقرب موقع لأرض مكة”، لأن هناك العديد من النقاط الأخرى التي تكون المسافة من مكة المكرمة مساوية للمسافة بين مكة و موقعة حرب الروم و الفرس.

بالاضافة الى هذا، هناك اراضي اخرى كاليمن و التي كانت محلا للمناوشات بين الروم و الفرس، تكون أقرب مسافة لمكة بالنسبة لأورشليم و فلسطين (موفقة الحرب عام 614 للميلاد). لذلك لفظ أدنى الأرض تنطبق على اليمن اكثر مما تنطبق على أورشليم.

وفقا للدلائل المذكورة اعلاه، لا يبدوا إن المراد من أدنى الأرض، هو أقرب أرض.

اذن بهذه الاوصاف، يا ترى ماذا يكون معنى أدنى الأرض؟

المعنى الاساسي و الاكثر تداولا للفظ أدنى، هو لفظ الأكثر دناءة، كلها ترمي الى لفظ الدناءة و الدنوء و تعني الهابط و المنخفض. المثير إن هذه الكلمات في اللغة الفارسية ايضا تستخدم للمعنى نفسه.

بالتالي يمكن أن نترجم أدنى الأرض بالأرض المنخفضة.

النقطة الهامة هي إن كلمة أدنى، تترجم في كتب المنجد و تطبيقات الترجمة عبر النت (بالفارسية) الى أقل، المنخفضة و في الغالب اكثر انخفاضا و يظهر هذا إنه حتى في كتب المنجد للغة تكون اكثر انخفاضا هي الترجمة الاساسية لكلمة أدنى.

و الأكثر إثارة هي إنه عندما ندخل عبارة أدنى الأرض في ادوات الترجمة عبر النت و التطبيقات من العربية للإنجليزية تظهر لنا هذه العبارة: Lower Land أو Lowest Land و معناها بالفارسية الارض المنخفضة أو اكثر الاراضي إنخفاضا. بالتالي يرى المترجمون إن اللفظ الأنسب لكلمة أدنى هو المنخفض أو الاكثر إنخفاضا. (478) (الجدير بالذكر أن لفظ أدنى هو اسم تفضيل (479) و في اللغة العربية وفقا لمحله يترجم الى المنخفض أو الاكثر انخفاضا. في ما يتعلق بالآية الثالثة لسورة الروم، بسبب دور الأدنى في الجملة، فيصبح المعنى الصحيح لها الاكثر انخفاضا.)

لفهم الموضوع بشكل جيد عليكم أن تشاهدوا الصور التالية:

 الماسونية؛ هي دجّال آخر الزّمان– القسم الثانی عشر

كما ترون، من منظر الأدوات الترجمة المعتمدة مثل ” Google Translate” المعنى للفظ أدنى الأرض هو الأرض الاكثر انخفاضا.

ولكن هل للأرض الاكثر انخفاض في آية 3 لسورة الروم معنى خاص؟

قبل أن تخترع الاقمار الصناعية و تستخدم في علم الجيولوجيا و الجغرافيا، كان قياس ارتفاع المناطق المختلفة للأرض و مقارنتها مع بعض امرًا شاقًا و غیر مضبوط، ولکن مع اختراع الاقمار الصناعية و الاستفادة منها في علم الجيولوجيا و الجغرافيا، أصبح هذا العمل سهلا و بسيطا. خلال هذه الدراسات، إتضح أن أدنى بقعة على سطح الارض هي بحر الميت و المناطق المحيطة بها بما فيها الضفة الغربية و الشرقية للأردن، هي اكثر المناطق إنخفاضا على سطح الارض.(480)

لفهم الموضوع بشكل جيد، عليكم أن ترو الصور التالية التي أخذت من مواقع معتمدة: (481)

الماسونية؛ هي دجّال آخر الزّمان– القسم الثانی عشر

الماسونية؛ هي دجّال آخر الزّمان– القسم الثانی عشر

مقالات حول أدنى نقطة الارض في بحر الميت (Dead Sea)

الماسونية؛ هي دجّال آخر الزّمان– القسم الثانی عشر

أدنى منطقة العالم الواقعة بين الحدود الاردنية و الضفة الغربية في فلسطين المحتلة.

كما لاحظتم فإن البحر الميت يعتبر أدنى نقطة على وجه الأرض.

اذا أمعنا النظر في الخرائط الجغرافية، سنلاحظ أن أورشليم أو بيت المقدس التي تعد اكبر المدن التاريخية هي أقرب مدينة لبحر الميت. بحيث تقع اقرب مسافة لبيت المقدس من البحر الميت هي 40/17 كيلو المسافة الأقصي لبيت المقدس من البحر الميت 42/17 كيلو.

يمكنكم أن تلاحظوا موضع مدينة بيت المقدس بالنسبة لبحر الميت في الصور التالية:

                       المسافة القصيرة لبيت المقدس (الشكل البيضاوي الصغير) من بحر الميت (الشكل البيضاوي الكبير)

الماسونية؛ هي دجّال آخر الزّمان– القسم الثانی عشر

لمسافة القصيرة لبيت المقدس من البحر الميت عبر الصور الجوية من موقع Google. لاحظوا الخطوط الصفراء إنها تظهر مسافة المدينة من بيت المقدس و الخطوط الزرقاء تظهر المسجد الأقصى من بحر الميت. مسافة بيت المقدس من بحر الميت، 80/10 كيلو أو 38/17 كيلو. انتبهوا للمقياس الموجود في الزاوية اليسرى أسفل الصورة:

كما ترون، فإن البحر الميت يعتبر أدنى نقطة للأراضي اليابسة على وجه الأرض بالتالي، أورشليم أو بيت المقدس يقع في أكثر مناطق العالم إنخفاضا و هي أراضي الضفة الغربية.

بهذه الاوصاف نجد إن المراد من عبارة أدنى الأرض في الآيات الابتدائيه لسورة الروم، هي اكثر الاراضي إنخفاضا و ليس معناها أقرب الأراضي و هذا الموضوع ينطبق مع المعنى الاساسي لأدنى أي الاكثر انخفاضا تماما. في الواقع إن الله سبحانه و تعالى في مطلع سورة الروم يبين لنا احد المعجزات المتعلقة بعلم الجيولوجيا و الجغرافيا و يعتبر الضفة الغربية التي تقع بها مدينة أورشليم (موضع هزيمة الروم من الفرس عام 614 للميلاد) أدنى نقطة الارض. (482)

هذه المعجزة الفريدة، ذكرت في القرآن في حين لم يكن وقتها قياس اختلاف سطوح الیابسة عن البحار و قياس السطوح المختلفة للكرة الأرضية بالامر الممكن. فقط مع اختراع الأقمار الصناعية و المعدات المتطورة ، تمكن الإنسان من اكتشاف أكثر نقطة إنخفاضا في العالم (أدنى نقطة في الأرض) ، و التي أصبحت ممكنة بعد 1400 عام من نزول القرآن.

النقطة الهامة الموجودة هي إن الله سبحانه استعمل الحروف المقطعة في بداية سورة الروم و هذه القضية يمكن أن تدلنا على وجود المعجزات الواضحة في الآيات الابتدائيه لسورة الروم، لأن القرآن الكريم في اكثر الحالات التي استعمل فيها الحروف المقطعة، من فورها تقوم الآيات بالتكلم عن عظمة القرآن. الان و في هذه القضية التي يتم طرح موضوع هزيمة الروم من الفرس فورا بعد الحروف المقطعة تدل على أن خلف هذه الآيات المتعلقة بهزيمة الروم من الفرس هنالك معاجز كبرى مخفية تظهر عظمة هذا القرآن. بالتالي يمكن القول إن الله سبحانه قد أخبرنا بالمعجزات الكامنة في الآيات الابتدائيه لسورة الروم، لكننا نحن البشر عجزنا من فهم أجزاء من هذه المعجزات حتى القرن الأخير. بسبب النقص العلمي و عدم وجود المعدات و الأدوات لدينا.

كما أن أعداء الإسلام لم يتكاسلوا ، و قاموا بمحاولات يائسة لرفض هذه المعجزات الإلهية الواضحة. هذه المعجزات الالهية كانت دقيقة و دون تشكيك بحيث أثارت حسد و ضغینة اعداء الاسلام و وقد حاولوا بطريقة ما التشكيك في هذه المعجزات.

على سبيل المثال، ذكر في عدة من مواقع الإنجيلية (الصهاينة المسيحيين) بما إن أدنى نقطة الارض تقع بجوار البحر الميت و حدثت هزيمة الروم من الفرس في أورشليم هناك، فإن ما ذكر في القرآن الكريم خطاء و إن القرآن قد أخطاء حول أدنى نقطة الارض، لان أورشليم كانت موقع هزيمة الروم من الفرس و هي تبتعد عن أدنى نقطة الارض و هي مرتفعة بمقدار عن تلك البقعة. بالتالي فإن القرآن قد أخطاء (العياذبلله) فإنه ليس كتابا سماويا.

في تفنيد المزاعم السخفية و البائسة للمواقع المنشودة و المواقع المماثلة يجب القول أن اقوالهم خاطئة و مغلوطة وفقا للدائل القوية التالية:

A ) تكلم الله سبحانه و تعالى في القرآن الكريم عن أدنى منقطة العالم و ليس أدنى نقطة العالم. لهذا فإن الله العظيم، استعمل العبارة الدقيقة للفظ أدنى الأرض أو أكثر الاراضي إنخفاضا في مطلع سورة الروم و لم يستخدم مطلقا لفظ أدنى مدينة أو أدنى نقطة.

من حيث الجغرافيا ايضا الضفة الغربية (التي تقع بها أورشليم و الجزء الشمالي و الغربي للبحر الميت و الاراضي المحيطة بها) هي اكثر المناطق إنخفاضا في العالم و هذا يتطابق مع الآية القرانية المتعلقة بموضع هزيمة الروم، لأن القرآن الكريم تكلم عن الموضع الذي حدثت به هزيمة الروم (الضفة الغربية) و اعتبرها أدنى أرض و ليس مدينة أورشليم.

لذا نستنتج أن كلام أعداء الاسلام في رد هذه المعجزة ليس إلا اكذوبة. لأن الله سبحانه و تعالى لم يذكر في سورة الروم أن مدينة أورشليم أدنى مدينة أو أدنى نقطة، بل تكلم عن أرض التي تقع بها اورشليم (موضع هزيمة الروم من الفرس) و اعتبرها اكثر الاراضي إنخفاضا هذه تتطابق مع الحقائق الجيولوجية العلمية.

B)  إن أعداء الاسلام الذين يبالغون في ترهاتهم فيما تتعلق بمعاجز القرآن، لم ينتبهوا الى إن موضع معركة الجيشان، لا يمكن أن يكون أدنى نقطة الارض، لأن أدنى نقطة الارض ستكون منطقة صغيرة لا تتجاوز المتر الواحد و هي لا تستوعب الا شخصا واحدا يمكنه أن يقف عليها!

بالتالي لا يمكن قبول إن موضع معركة الجيشان هو أدنى نقطة الارض لأن هذه النقطة مساحتها قصيرة جدا. ولكن كلام الله حول ارض موضع الحرب بين الروم و الفرس حيث اعتبر إنها أدنى الأرض صادقة تماما، لأن الأرض المنخفضة يمكنها أن تستوعب جيشان داخلها. لفهم الموضوع بشكل جيد لاحظوا الصورة التالية:

      الماسونية؛ هي دجّال آخر الزّمان– القسم الثانی عشر

مقارنه معجزة القرآن الكريم في الآيات الاولى من سورة الرّوم مع مجازفات أعداء الإسلام : يدعي أعداء الإسلام بأن أدنى نقطة علي سطح الأرض تقع في ساحل البحر الميت و هزيمة الرّوم من الفرس أتت على مدينة أورشليم؛ و على هذا فان لفظ القرآن بخصوص أدنى أرض في العالم كان خاطئاً (نعوذ بالله)، منشأ هذا الغباء و التطاول الموجود في أعداء الإسلام هو عدم إستخدام المنطق الصحيح في أقوالهم بحيث أنهم لم يلتفتوا بأن القرآن في بداية سورة الرّوم تحدث عن أدنى أرض و لم يتطرق إلى أدنى نقطة في العالم لأنه إضافة للمعنى الظاهري من الناحية المنطقية لا يتصور قيام حرب في أدنى نقطة في العالم. الرجاء ملاحظة الجانب الأيمن من الصورة التي صورت أدنى نقطة على سطح الأرض التي تقل مساحتها عن متر واحد بحيث لا يمكن لشخص المكوث بها فما باله بالجيش و لكن في أدنى أرض (الجانب الأيسر من الصورة) نرى أن هذه البقعة لديها أستيعاب لوجود جيشان لقيام الحرب على متنها. علي هذا الأساس هذه الصورة تثبت لنا أن قول الله تعالى هو الصحيح و المنطقي و كلام أعداء الإسلام هو بعيد عن المنطق.

على هذا الأساس يمكن القول بأن كلام الله سبحانه و تعالى كما هو مطابقاً  للعلوم بل ينطبق على المنطق أيضاً. و لكن أدعاءات الأعداء المبالغين الذين يتحدثون عن حدوث معركة في أدنى نقطة على وجه الأرض، ليست صحيحة و بعيداة عن المنطق كل البعد.

C)  بالإضافة للإدلة القوية التي أشير إليها آنفاً، هناك أسئلة هامّة ترفض إدعاءات أعداء الإسلام و هذه الأسئلة كالتالي:
كيف من الممكن أن القرآن في إحدى الآيات المتعلقة بالحرب، يتحدث عن المنطقة التي حدثت الحرب فيها و بكل دقة و جرأة يشير إلي كيفية تلك الأرض؟ الجهلة الذين ينسبون القرآن للنبي(صلي الله عليه و آله) و يدعون بأن القرآن ليس كلام الله، هم لا يسألون أنفسهم بأنه كيف من الممكن أن النبي(صلي الله عليه و آله) يضع نفسه في موضع حرج، حينما يشير إلى كيفية الأرض التي تمّت الحرب عليها؟ و اذا كان النبي (ص) قد اختلق القرآن (نعوذ بالله) و ليس من جانب الله سبحانه و تعالى (نعوذ بالله)، فليس من المعقول أن النبي (صلي الله عليه و آله) يصنع المشاكل لنفسه بإشارته إلى هذه المواضيع الخطيرة مثل القول عن كيفية الأرض.
في النهاية علينا أن نسأل بأنه كيف من الممكن للقرآن بإحدى آياته النادرة يتحدث عن أدنى الأرض و بالصّدفة المنطقة المشار إليها من الناحية الجغرافية تتضح بأنها أدنى الأراضي في العالم؟ هنا حتي إذا تغاضينا عن موضوع النقطة و الأرض التي أشرنا إليهما سابقاً، من المفاجيء أن نرى بأن في إحدى أقرب المدن إلى منطقة البحر الميت (أدنى نقطة على الأرض) غلبت الرّوم من الإيرانيين و أشار القرآن إلي دنو المنطقة التي غلبت الرّوم فيها.
كما لاحظتم بأن الآيات الاولى لسورة الرّوم تثير الدّهشة و تحتوي على أدق المعجزات في مواضيع مختلفة بالأخص من ناحية العلوم التجريبية و هذه المعجزة و أمثالها في مجال العلوم الطبيعية هي ردّاً قاطعاً علي الماسونيين الذين يعتبرون الماسونية بأنّها منشأ و مصدر العلم و الأديان الإلهية وهي ليست إلا مجرد نظريات و قصص.
بهذه المعجزات الواضحة بإمكاننا هداية الشباب إلى القرآن و الإسلام و إنقاذهم من السّقوط في فخّ الماسونية. و على هذا الأساس, نعلم بأن المعجزات القرآنية أيضاً هي تدابير الإسلام لمقابلة الماسونية، لأن هذه المعجزات تقابل الإدعاءات العلمية للماسونيين.
في النهاية، نذكر بأن المعجزات العلمية القرآنية لا تنحصر في الموارد التي ذكرت أعلاه، بل هناك العديد من المعجزات التي لا يمكن إحصاءها في القرآن المجيد و أيضاً في أحاديث الائمة المعصومين عليهم السّلام و لكن لعدم الإطالة في الموضوع لا نتطرق إليها.

4- ذكر القرآن الكريم مخاطباً بني إسرائيل “لتفسدنّ في الأرض مرّتين” و في المرّة الثانية سيدمّرهم الله إلى الأبد.
الله سبحانه و تعالى أشار كثيرا و من خلال آيات القرآن الكريم عن مؤامرات بني إسرائيل و بين لنا شرّهم و خبثهم؛ كذلك في آيات عديدة أدان الله أعمالهم و معصيتهم لكي يعتبر المسلمين من أخطاءهم و إنتهاكاتهم و يتجنبوا الإثم.
الله المتعال و في آيات عدّة تنبؤا بمستقبل بني إسرائيل و حذّرهم بأن لا يظنّوا بأنهم سيواصلوا أعمالهم الدنيئة إلي الأبد.
مثال من الآيات الهامّة التي أشارت إلي مستقبل بني إسرائيل هي آيات 4 إلي 8 من سورة الإسراء (بني إسرائيل):

الماسونية؛ هي دجّال آخر الزّمان– القسم الثانی عشر

كما لاحظتم أن الله سبحانه و تعالي في القرآن المجيد تنبؤا بالمرّتين اللّتين سوف تفسد بني إسرائيل في الأرض و كما ذكر في القرآن بأن هذا التنبؤا يوجد في التوراة أيضاً.
في هذا التبؤا، الله سبحانه و تعالي يذكر لبني إسرائيل بأنّهم سوف يفسدون في الأرض مرّتين.
في المرة الأولي, عباد الله الأقوياء هم من يعاقبوا بني إسرائيل بشكل قاسي جداً، بحيث انهم ليجدوا علي بني إسرائيل بحثوا المنازل واحد تلو الآخر. بعد ذلك عادت الأيام لقوم بني إسرائيل و حصلوا على القوّة و الأموال و أتباع كثيرين و يستعلون علي عباد الله الأقوياء الذين تمّ ذكرهم أعلاه.
ولكن حين يصل موعد وعد الله الثاني, عباد الله المختارين الذين هزموا بني إسرائيل في أول مرة, سيهزمون بني إسرائيل للمرة الثانية و هذه الهزيمة سوف تكون أصعب من الهزيمة الأولى بحيث ينتهي تاريخ بني إسرائيل إلي الأبد. و الهزيمة الثانية تتشكل من عدة مراحل و في بدايتها تسود وجوه قوم بني إسرائيل ( من الخوف أو الفضيحة), و بعدها عباد الله المختار ستدخل المسجد الأقصي و في النهاية ستدمّر كل ما تسيطر عليه.
و لكن السؤال المطروح هو أن هل تحققّ هذان الوعدان الذي وعد الله عباده بهما أم لا؟
هناك تعليقات مختلفة حول هذا الموضوع من جانب العلماء:
1) عتقد البعض أن وعود الله قد تحققّت قبل سنين عديدة. هؤلاء العلماء الكرام يعتقدون بأن بعض الملوك كـ”بخت النصر البابلي” و “تيتوس الرومي” هجموا علي بني إسرائيل مرّتين و هزموا بني إسرائيل هزيمة عظيمة. (483)

2) بعض العلماء يعتقد بأن الوعدان لم يتحققا بعد و سوف يكونا في المستقبل. (484)

3) البعض  الآخر من العلماء يعتقد بأننا نعيش في المرحلة الأولى من فساد قوم بني إسرائيل و ما يحصل في فلسطين المحتلة هو جزء من الفساد الأول لهذا القوم. (485)

4) البعض يعتقد بأن المسلمين قد نفذوا وعد الله الأول و هزموا بني إسرائيل ولكن لم يحن بعد وقت تحقيق الوعد الثاني. (486)
و علي رأي الكاتب، أنّ ما ذكر من قبل الفريق الرابع هو صحيح، كما أنّ الروايات و المستندات التاريخية و شواهد أخرى تدلّ علي ذلك.
لإثبات النظرية الرابعة، إبتداءً من الأفضل أن نرى المواجهات العسكرية التي حصلت ما بين المسلمين و بني إسرائيل في بيت المقدس و نطبقها على الآيات القرآنية:
علي الأرجح الهزيمة الأولى لبني إسرائيل على يد المسلمين كانت في سنة 17 من الهجرة و التي من خلالها تمكن المسلمون من احتلال بيت المقدس و السيطرة على تلك المدينة.(486)
من تلك الفترة الزمنية إلى أواسط القرن ال20 الميلادي, كانت هذه المدينة و سكّانها اليهود تحت سلطة المسلمين. (487) طبعاً من صدر الإسلام إلى القرن ال20 من الميلاد تحولت سيطرة هذه المدينة ما بين المسلمين و الصليبيين و من خلال الحروب الصليبية. ولكن تسلط الصليبيين علي بيت المقدس في هذه الفترة الزمنية كان قصيراً جدا و إستعاد المسلمون سيطرتهم على تلك المدينة بسرعة. و لذلك يمكننا القول بأن من صدر الإسلام إلىالقرن ال20 من الميلاد كان المسلمون هم المسيطرون الفعليون علي بيت المقدس. (488)
و لكن في القرن 19 من الميلاد و بداية القرن ال20 أصبحت اليهود و بصورة تدريجية قوية و حصلوا علي أموال كثيرة و أصبحوا من المتنفذين في الدّول الأوروبية.أضافة إلي ذلك ازداد عدد سكان اليهود حول العالم و بمساعي عائلة “راتشيلد” (Rothschild) اليهودية المحتالة و الغنية في أوروبا و دعماً من قبل المحافل الماسونية و الصهيونية في أوروبا و أمريكا بدأت إنشاء مشروع تأسيس إسرائيل و “تيودور هرتزل” بإعتباره المنظر, قدّم و عرض هذا المشروع بعنوان فكرة اعتقادية – سياسية. (489)
مع التحركات التي ذكرت و دعم الدّول الغربية, إستطاع المهاجرون اليهود الصهيونية أن يجتمعوا من كل أنحاء العالم في إسرائيل و احتلّوا فلسطين بوسيلة الاغتيالات, القمع و الأعمال الوحشية. (490)
الوقائع التي ذكرت تتطابق مع تنبؤا الله سبحانه و تعالي في حقّ بني إسرائيل بأنه سوف تصبح بني إسرائيل صاحبة أموال و قدرة عظيمة و سيهيمنون على القوم الذين كان مهيمناً عليهم. لأنّه كما أنّ بني إسرائيل كانت طوال سنين مديدة تحت سيطرة و هيمنة المسلمين و لكن استطاعوا أن يهيمنوا على المسلمين. و على هذا الأساس بعض من العلماء و المحققين المسلمين يعتقدون بأنّنا في مرحلة هيمنة بنى إسرائيل على المسلمين و لذلك علينا أن ننتظر زمن هيمنة المسلمين علي بني إسرائيل في المستقبل.
طبعاً بعد أنتصار حزب الله لبنان على إسرائيل سنة 2006 قال بعض المحققين بأنّنا في حال العبور من مرحلة هيمنة بني إسرائيل على المسلمين. لأن حزب الله بمقاومته اسودّ وجوه الإسرائليين خوفاً و الإسرائيليون أيضاً افتضحت صورهم الشريرة بجرائمهم العديدة و الشنيعة في حق المدنيين الفلسطينيين و اللّبنانيين أمام العالم. و على هذا الأساس نحن في المرحلة التي جاء ذكرها في القرآن الكريم ” فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم”.
فيمكننا الإستنتاج من محتوى هذا الموضوع بأننا إن شاء الله قريبين من فتح المسجد الأقصى و الوعد الثاني لمعاقبة بني إسرائيل؛ لأنّ الله سبحانه و تعالي يتابع الآية قائلاً: “وَ لِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ ”
و هذا الوعد سيتحقق بالتأكيد.
مع مراجعة الدلائل التاريخية التي ذكرت يمكننا القول بأن كلام الفريق الرابع للعلماء هو الأصحّ و الأدقّ.
أضافة للدّلائل التي ذكرت، هناك دلائل أخرى تأكد صحة القول الرّابع. هذه الدلائل كالتالي:
A)  الله سبحانه و تعالي أستخدم في هذه الآيات  مصطلح “عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ” و هذا المصطح هو مصطلح إيجابي و يدلّ على أن العباد الذين سيعاقبون اليهود هم من عباد الله الصالحين؛ لأنّ أذا كان العباد المذكورين من العباد القتلة و السّفاكين (كجيش بخت النصر أو تيتوس) لورد ذكرهم في القرآن بالـ”قتلة”  لا “عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ”.
على هذا الأساس من الممكن أن يكون هذا المصطح – عِبَاداً لَّنَا – أن يتطابق مع المسلمين.

B) في الآيات المذكورة، وردت بأن معاقبة اليهود في المرّتين ستكون بيد إحدى الأقوام من عباد الله و هذا ينطبق على المسلمين فقط كما أن سائر الأقوام الذين هزموا اليهود كبخت النصر أو تيتوس و …. كل هذه الأقوام تغلبت على اليهود في منطقة أورشليم مرّة واحدة فقط و هذا لا ينطبق على ما ورد في الآيات القرآنية لأن بخت النصر هجم على اليهود في أورشليم(بيت المقدس) مرة واحدة بصورة جدّية و هكذا الوضع بالنسبة لتيتوس. و علي هذا الأساس ترفض فرضيات و أقوال المجموعات الأولى و الثانية و الثالثة.
C) يذكر القرآن بأن بني إسرائيل سوف تسيطر على القوم الذين غلبتهم في المرّة الأولي بصورة مؤقته و هذه السيطرة على

المعاقبين تدوم لحين موعد المعاقبة الثانية. و هذا الموضوع أيضاً ينطبق على المسلمين و ليس على بخت النصر البابلي أو تيتوس الرّومي. لأنّ‌ بني اسرائيل لم تتمكن من السيطرة على بخت النصر و تيتوس من بعد غلبتهم.(و إن تمكنت من إعادة أراضيها)
في هذا البيان ,فقط المسلمون هم الّذين إستطاعوا أن يسلطوا علي اليهود طوال التاريخ و ذلك لمدة 14 قرناً و في القرن الأخير سيطرت اليهود على المسلمين؛ و بإمكاننا أن نطبق غلبة بني إسرائيل من قوم و ثمّ غلبتها علي نفس ذلك القوم على المسلمين فقط. (491)
D) من الدلائل التي يمكننا ذكرها تأييداً لنظرية المجموعة الرابعة بأن الله سبحانه و تعالي يتكلم في هذه الآية عن فسادين كبيرين لبني إسرائيل طوال التاريخ و لكن لم يحدد زماناً لوقت حدوث هذين الفسادين.
أذا نظرنا لأقوال المجموعات التي تعتقد بأن هذين الفسادين لم يقعا بعد أو من يعتقد بأن هذين الفسادين قد وقعا، فيتبادر في ذهننا سؤال و هو أنّ الفساد الذي يحصل في زماننا هذا (قرن ال20 و ال21) يرتبط بأي الفسادين؟ هل من الممكن أنّ الله يذكر فسادين كبيرين لبني إسرائيل و لم يكن الفساد الحاضر الذي هو أعظم فساد لنبي إسرائيل طوال التاريخ من ضمنهما؟ بدون شك الجواب هو لا و الفساد الحالي لبني إسرائيل هو الفساد العظيم لبني إسرائيل الذي يأتي للمرة الثانية و التي سيتمّ تدميرها بحول الله و قوته.
و الجدير بالذكر أنّه إضافة إلى الدلائل التي ذكرت أعلاه, هناك بعض الرّوايات المنقولة عن المعصومين (عليهم السلام) التي تؤيد ما قالته المجموعة الرابعة من العلماء و التي تؤكد بأن معاقبة بني إسرائيل سوف تتمّ علي يد المسلمين. و المثير للدهشة هو حينما ننظر إلي نصّ هذه الرّوايات نرى أنّ معاقبي بني إسرائيل في المرّة الثانية و الأخيرة هم إمام العصر(عجل الله فرجه) و أصحابه الكرام.
في هذا القسم نطرح بعض روايات المعصومين(عليهم السلام) في شأن الآيات الاولى لسورة الإسراء:
ورد في تفسير العياشي عن الإمام محمد الباقر(عليه السلام) أن الإمام من بعد ما تلى الآية الشريفة “عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ” قال:
“المعنى في هذه الآية هو القائم (عجل الله تعالي فرجه الشريف) و أصحابه الأقوياء.” (492)
و في تفسير نور الثقلين أيضاً نقلاً عن كتاب روضة الكافي عن الإمام الصادق (عليه السلام) في تفسير هذه الآية الشريفة قال:
” أن الله سبحانه و تعالي يخرج قوماً قبل خروج القائم(عجل الله فرجه) الذي لم يتخلى عن عدوّ من أعداء آل محمد (ص) حتى يقضي عليهم.” (493)
و نقل في كتاب بحار الأنوار بأنه حين تلى الإمام الصادق(عليه السلام) هذه الآية سألناه : جعلنا فداك، مَن هُم هؤلاء؟
قال الإمام و لثلاث مرات:
“والله إنّهم من مدينة قم, والله إنّهم من مدينة قم, والله إنّهم من مدينة قم ” (494)
على هذا الأساس و كما لاحظنا, يبدو أننا نعيش في فترة حسّاسة من التاريخ و التي هناك تباشير كثيرة بقرب ظهور الإمام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف)؛ فكما ورد في القرآن المجيد بأنه بعد سيطرة بني إسرائيل علي المسلمين, هم بمعية قائدهم المقدس الإمام المهدي (عليه السلام) سيهزمون و يسيطرون علي بني إسرائيل و للمرّة الثانية و الأخيرة و يعزلونهم إلي الأبد. عصرنا هذا الذي يشهد سيطرة إسرائيل علي المسلمين بل على العالم, متلهف لظهور منجي البشرية للخلاص من شرّ فتن قوم بني إسرائيل الفاسدة.
نقطة هامّة: أضافة لكلّ ما ذكر، يجب أن نشير إلي أن “وَعْدُ الآخِرَةِ” التي وردت في بداية سورة الإسراء, تعني وقت المعاقبة الثانية لبني إسرائيل بيد الله سبحانه و تعالي و لا تعني يوم القيامة أو عالم الآخرة. لأن الله سبحانه و تعالي في هذه الآية يذكر هجوم عباداً له علي قوم بني إسرائيل و كما نعلم أن مثل هذه الأمور-الحرب- بالطبع لن تحدث في يوم القيامة.
معرفة هذه النقطة تهمّ من حيث أنّ هناك و في العديد من الآيات في القرآن المجيد أتت عبارة “وَعْدُ الآخِرَةِ” لقوم بني إسرائيل. و مع العلم أن في الآية السّابعة من سورة الإسراء أتت عبارة “وَعْدُ الآخِرَةِ”  و كما علمنا بأنها تعني العقوبة الإلهية الثانية و الأخيرة علي بني إسرائيل, فهذه العبارة حين جاءت مع قوم بني إسرائيل تأخذ نفس المعني الذي تحدّثنا عنه و لا تعني يوم القيامة.
و في النهاية يمكننا استنتاج هذا بأن الله سبحانه و تعالي تنبّأ بمستقبل قوم بني إسرائيل و حذّرهم بأن لا يعتقدوا بأنّ بإمكانهم مواصلة أعمالهم القبيحة و الفاسدة إلي الأبد؛ لأنه كما قال الله سبحانه و تعالى في القرآن الكريم, أن عاقبة قوم بني إسرائيل هو الهلاك بيد عباد الله المخلصين (المسلمين).
بالطبع القصد من بني إسرائيل ليس هو بالتحديد بني إسرائيل؛ بل يشمل الماسونية و الصهيونية التي نهضت من تحت عباءة هذا القوم و كما أنّ خطط و أهداف هذه المجموعات الخبيثة تتناسق مع مصالح بني إسرائيل المشؤومة.
مع التدقيق بالآيات ال1 إلي 8 من سورة الإسراء نرى بأن المسلمين الّذين وقعوا في زمن هيمنة بني إسرائيل علي المسلمين, سوف يهزموا و بني إسرائيل مع ظهور المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) للأبد؛ و هذا الوعد العظيم لله سبحانه و تعالي هو تهديد مخيف لقوم بني إسرائيل الظالم و بشرى حلوة للمسلمين المستضعفين.

5- أعرب في القرآن المجيد بأن قوم بني إسرائيل سوف تجتمع و للمرة الأخيرة و طبقاً للروايات هذا المكان هو فلسطين.
كما ذكرنا في الجزء السابق، أنبأنا الله تعالى عن مستقبل بني إسرائيل في القرآن المجيد.
هؤلاءا القوم جاء ذكرهم في أجزاء مختفلة من القرآن كقوم محتال و متآمر و الّذي دائماً تعارضت أعماله و أفعاله مع تعاليم الأنبياء و الله عزّ و جل. ورد في آيات عديدة في القرآن نهاية و عاقبة بني إسرائيل لكي يعلموا نهاية أعمالهم القبيحة و لتتمّ الحجّة عليهم.
أحد هذه الآيات عن نهاية اسرائيل هي آية 104 من سورة الإسراء (بني إسرائيل):

الماسونية؛ هي دجّال آخر الزّمان– القسم الثانی عشر


قبل تحليل الآية أعلاه، يجب أن نشير إلى أنّه جاء في كثير من الترجمات لهذه الآية “وعد الآخرة” بيوم القيامة.(495) و على رأي بعض المفسرين و الكاتب الحقير، من المرجّح أن  تكون عبارة “وَعْدُ الآخِرَةِ” لوقت غير الآخرة و القيامة.(496)
في الواقع يبدو أن القصد من “وَعْدُ الآخِرَةِ” هو الوقت الذي ستنزل العقوبة الإلهية بحق قوم بني إسرائيل لآخر مرّة في هذه الدّنيا. لأنّه كما قلنا بحق الآية ال7 من سورة الإسراء، نرى أنّ في تلك الآية أيضاً عبارة “وَعْدُ الآخِرَةِ” في تلك الآية تتعلّق بوقت إنزال عقوبة الله على قوم بني إسرائيل للمرّة الثانية و لم يكن القصد يوم القيامة. (497) (في الآية ال7 من سورة الإسراء ورد القول بأن عبيد من عباد الله سوف يهجمون علي قوم بني إسرائيل في “وَعْدُ الآخِرَةِ” و بالطبع لا يمكن لهذا الهجوم أن يتمّ في القيامة. و هذا يؤكد لنا أنّ “وَعْدُ الآخِرَةِ” هو زمان قبل القيامة و من المرجّح هو في آخر الزّمان. للتفاصيل الرّجاء الرجوع إلي النقطة السابقة عن معاقبة بني اسرائيل).
جدير بالذكر أن حتّي في حال لو ترجمت عبارة “وعد الآخرة” بيوم القيامة, يمكننا أن نعتبر ذلك أيضاً بمثابة آخر الزّمان و توقيت لمعاقبة بني إسرائيل في هذه الدّنيا. لأن كما ورد في أحاديث الإسلامية بأن فسّرت بعض علائم ظهور امام المهدي (عجل الله فرجه) كعلامة من علامات القيامة و هذا يبين لنا مدي التشابه ما بين موضوع آخرالزمان بيوم القيامة. لأن ظهور الإمام (عجل الله فرجه) نفسه بمثابة قيامة صغرى. أذاَ حتي أذا فسّرنا عبارة “وَعْدُ الآخِرَةِ” بيوم القيامة, يمكننا تفسيرها بآخرالزمان أيضاً.(498)
هكذا يبدو بأنّ القرآن في الآيات التي تتعلّق بمصير بني إسرائيل (كما في الآيات 7 و 104 من سورة الإسراء) يقصد من عبارة “الوعد الآخرة” بالعقوبة الثانية بحق قوم بني إسرائيل و ليس شيئا آخر.
جدير بالقول حول آية 104 من سورة الإسراء بأن الله سبحانه و تعالى يذكر مستقبل قوم بني إسرائيل في آخر الزّمان. النقطة المدهشة هي أنّ الله سبحانه و تعالي تنبّأ و بصورة غير مباشرة بإتحاد و إجتماع بني إسرائيل في آخر الزمان و هذه أيضاً إحدي المعجزات الإلهية الكامنه في القرآن المجيد.
على هذا الأساس قال الله في كتابه الكريم:
“…فإذا جاء وعدالآخرة جئنا بكم لفيفا ”
هناك نقاط هامّة في الأحاديث المروية عن المعصومين عليهم السّلام بشأن تفسير هذه الآية (104 من سورة بني اسرائيل).
على سبيل المثال جاء في تفسير “نور الثقلين” حول معنى عبارة “جئنا بكم لفيفا” بأن هذه العبارة تعني ” سنجمعكم من كل مكان أنتم فيه “(499)
فضلاً علي القرآن الكريم هناك روايات متعدده عن المعصومين(عليهم السلام) حول اجتماع بني إسرائيل في آخر الزمان و في بعضها حتي نشير إلى جزئيات هذا الأمر. على سبيل المثال:
النبي المصطفى (صلي الله عليه و آله) أشار إلى فلسطين المحتلة و مدينة عكا كمحل لاجتماع بني إسرائيل و قال:
” هل سمعتم اسم البلدة التي جزء منها في البحر؟ فقالوا: نعم. فقال: لا تقوم القيامة إلا اذا هاجمت تلك المدينة سبعين ألف من بني إسحاق.” (500)
كما لاحظتم، النبيّ المصطفي (ص) في حديثه القيم عرّف عبارة “جئنا بكم لفيفا” بإجتماع قوم بني إسحاق(بني إسرائيل) في آخرالزمان و ذلك في مدينة التي جزء منها تحت البحر. و لكن ما هي تلك المدينة التي أشار إليها النبي (ص)؟
خصائص و ملامح المدينة التي أشار إليها النبي (ص) في حديثه حول المدينة التي ستجتمع بني إسرائيل فيها، تنطبق علي مدينة عكا في فلسطين المحتلة. لأن مدينة عكا ممتدة إلى البحر و جزء منها محصور بالبحر من ثلاث جهات. و النقطة المثيرة للإهتمام هي أن جزءاً كبيراً من القسم القديم لمدينة عكا -التي كانت موجودة في عهد النبي (ص) أيضاً – موجودة في الماء و لكن الأجزاء الجديدة لا تتميز بهذه الصفة.
لمشاهدة وضعية مدينة عكا, الرجاء الإنتباه للصور أدناه التي أعدت من خلال برنامج Google Earth:

الماسونية؛ هي دجّال آخر الزّمان– القسم الثانی عشر

صورة مدينة عكا في فلسطين المحتلة. هذه المدينة متشكلة من جزءان, الجزء القديم (الزاوية السفلى جهة اليسار من الصورة) و الجزء الجديد(زاوية العلوية جهة اليمنى من الصورة). الجزء القديم يحتوي علي شوارع ضيقة و غير منتظمة بينما في القسم الجديد هناك شوارع واسعة و منتظمة.من الملاحظ في هذه المدينة أن جزءاً كبيراً منها (بالأخص الجزء القديم منها) متواصلة في البحر و محصورة من الجهات الثلاثة.و على هذا الأساس ملامح هذه المدينة تنطبق على ملامح المدينة التي أشار إليها الرسول (ص) في حديثه التي هي محل إجتماع بني إسرائيل في آخر الزمان.

الماسونية؛ هي دجّال آخر الزّمان– القسم الثانی عشر

صورة الجزء القديم من مدينة عكا التي التقطت بالأقمار الصناعية تبين بأن هذا الجزء من هذه المدينة متواصلة في البحر و هذا الموضوع يؤكد لنا الإنطباق ما بين هذه المدينة و المدينة التي أشار إليها الرسول(ص) بأن في هذه المدينة سوف تجتمع بني إسرائيل في آخرالزمان.

كما لاحظتم أن الله سبحانه و تعالي في القرآن و النبي الأعظم(ص) في حديثه أشاروا إلي إجتماع بني إسرائيل في آخرالزّمان و للمرة الأخيرة في مدينة عكا في فلسطين المحتلة. و هذا يؤكد لنا بأن الله سبحانه و تعالي و النبي الأعظم (ص) حذّروا بني إسرائيل لكي يعلموا بأنّه سيصل العذاب الإلهي بينما هم يفسدون في هذه الأرض المقدسة.
كذلك الآية 104 من سورة الإسراء تبشر المسلمين بأن الفساد الأعظم التي تقوم به قوم بني إسرائيل و و ولده الغير مشروع – الماسونية – بالأراضي الفلسطينية المحتلة تقع في آخرالزمان و حينما رأوا هذا الفساد فليستعدّوا لظهور الإمام المنتظر(عجل الله  تعالي فرجه الشريف).
بالتأكيد هذه البشارة السّارة لها دور مهمّ في مواصلة صّمود و مقاومة الدّول الإسلامية و تجعلهم  لا يهابوا الصعوبات و يحافظوا عن القدس الشريف حتّي وقت ظهور الإمام(عجل الله فرجه)، و بعد ظهوره  يقضوا علي الجهاز الماسوني و الصهيوني لاسرائيل.

6- ورد ذكر الدجال و خصوصياته في الروايات الإسلامية
النبي الأعظم(ص) و المعصومين (عليهم السلام) ذكروا و وصفوا الدّجال في أحاديثهم. و ذكروه عن فتنة الدجّال كإحدي الفتن الكبيرة علي مرّ التّاريخ  و حذّروا السلمين الوقوع في فخّه و لكي يعرف المسلمين الدجال تحدثوا عن صفاته و خصائصه من خلال أحاديثهم و رواياتهم.
بما أن هناك شبه كثير مابين خصائص الدجال و خصائص الماسونية ، يمكننا الإستنتاج بأنّ المعصومين (عليهم السلام) و من خلال رواياتهم، حذروا النّاس لكي لا يقعوا في فتنة الماسونية الكبيرة؛ و لكن للأسف كثير من البلدان الإسلامية لم تلتفت إلي هذه الروايات و وقعوا في فخ مؤامرات الولايات المتحدة و إسرائيل و سائر الدول الماسونية.
و لكن لحسن الحظ وردت في هذه الأحاديث بأن هلاك الدجال سوف يكون بيد الإمام المهدي(عج) او بالنيابة عنه عن طريق السيد المسيح(عليه السلام) و يعيش المسلمين أملين بأنه سوف تنتهي قريباً هذه الفتنة الماسونية (دجال آخرالزمان) الكبيرة و يستطيع المسلمين حينها أن يتمتعوا بحياة طيبة.
و بالإضافة إلي ذلك, ورود خصائص الدّجال في الروايات الإسلامية, تؤدي إلى أن المسلمين يتعرّفوا على هذه المجموعة الخبيثة الشريرة (أنّه من المرجّح أن تكون الماسونية نفسها) و لا يهابوا من فتنته العظيمة و مع خروجه (الدّجال) في آخر الزمان يقفوا أمامه و يجهزوا أنفسهم من الناحية العقائدية و العسكرية و … لظهور الإمام (عجل الله فرجه) و بمساعدته تكون نهاية الدجال (الماسونية). ان شاء الله  يأتي ذلك اليوم العظيم في أقرب وقت ممكن.

7- تنبؤ القرآن حول مستقبل العالم, و البشرى للصالحين و المستضعفين حول إستلامهم الحكومة.
أشار الله سبحانه و تعالي في القرآن و في الكتب السماوية الأخرى بأن المحرومين و المستضعفين سيكونون علي رأس ممالك العالم.
في الذيل بعض من هذه الآيات الواعدة :

الماسونية؛ هي دجّال آخر الزّمان– القسم الثانی عشر

خلافاً للماسونية التي تصور مستقبل العالم بمستقبل مظلم و بعيداً عن الجمال المعنوي و كما ذكروا في نظرياتهم كنظرية فوكوياما بأن الحياة الحالية البشرية هي الحياة المثالية للبشر و خيبوا أمل البشرية عن وجود مستقبل أزهى, الله سبحانه و تعالي في القرآن منح عباده الصالحين و المستضعفين الأمل بأن أمامهم مستقبل مشرق؛ مستقبلاً بدون أشرار, و العدل و الإنصاف سوف يكون الحكم. عالم يخلص فيها البشر بكل وجوده و يذهب للجمال و النشاط و الفرح و الخير و الصلاح.
ذلك الوقت هو عندما يحكم وليّ الله في الأرض و الرّضا يدور ما بين الإنسان من ربه و الخالق من عباده. و هذا هو الوعد الذي سوف يتحقق بالتأكيد.

الكلمة الأخيرة

في نهاية هذا العمل و قبل كل شيء, أشكر الله تعالى علي هذا التوفيق الذي خصّ عبده الحقير لكي يأخذ خطوة و لو صغيرة لخدمة الإمام صاحب الزّمان(عجل الله فرجه) و شرح و تبيين عداوة دجال آخرالزمان مع ولي أمرالمسلمين(عجل الله فرجه) و الأمة الإسلامية.
العمل الذي ما بين أيديكم هو نتيجة لتحقيق دام عدة أشهر و الغاية من هذا العمل هو تبيين الدّجال المحتمل لآخر الزمان. قد سعيت في هذا العمل و بإستخدام المصادر الموثوقة و المتاحة, لطرح التشابه ما بين الماسونية و الدجال.
تجدر الإشارة بأن إتاحة هذه المصادر للقراء الأعزاء كان أحد أهم الأهداف. لأن بعض من الموارد المذكورة بقدر ما هي عجيبة و لا تصدق, أنّه من الغير ممكن تصديق هذه الموارد إلا بعد مراجعة المصدر الأساسي و التأكد منه.
و من أجل تحقيق الهدف المذكور سعينا لجلب غالبية الأخبار و مصادرها من الأخبار و مقالات المواقع المعتبرة و الموثوقة و أيضاً الكتب الالكترونية (E-Book) التي يمكن الوصول إليها بصورة مجانية عبر الانترنت، حتي يمكنكم بهذه الوسيلة مراجعة المصادر الرئيسية.
أمّا النقطة الهامّة التي يجب ذكرها أنهّ من ناحيتنا لا يمكننا تأييد كلّ الموارد التي ذكرت في المصادر؛ لأنّ العديد من هذه المصادر تمّ اختيارها من بين كتب أعداء الإسلام. في الواقع و بهذا حاولنا طرح التناقضات و الاعترافات الموجودة في هذه الكتب و المواقع الإلكترونية لإثبات حقّانية الإسلام و خباثة الماسونية و حلفائها؛ و هكذا ما عدا الأجزاء التي أختيرت من قبلنا، الأقسام الأخري من هذه المواقع و الكتب و التي معظمها مملوئة من الأفكار الخاطئة و غير المنطقية, برأينا غير قابلة للإعتناء.
من النقاط الأخرى التي تجدر الإشارة إليها, أن التطبيق التي تمّ عرضه, يبين وجهة نظرنا بأن دجال آخرالزمان هو الماسونية؛ و لذلك إن كان هناك خطأ في التطبيق فهو خطأ من جانبنا و ليس هناك خطأ ترتب علي روايات المعصومين(عليهم السلام). (بطبيعة الحال, لابد أن نلاحظ أن تطبيق الدجال علي الماسونية مع مرور الزمن لا يحدث مشكلة كسائر التطبيقات؛ لأنّه كما ذكرنا في هذا العمل، بأنّ عمر الماسونية يفوق آلاف السنين و ليس كانسان يتوفي من بعد عدة سنين و ينفي التطبيق.)
المسألة الهامّة التي ينبغي ذكرها هو أن على الرغم من أننا في هذا العمل طبّقنا الماسونية علي الدّجال طبق الروايات الاسلامية، و عرفنا بأن هلاكها سوف يكون بيد الامام المهدي (عجل الله فرجه) و لكن هذا لا يعني بأن لا نعمل شيئاً و ننتظر الظهور، بل العكس يجب أن  نستخدم جميع الأجهزة العلمية و السياسية و الإقتصادية و العسكرية لمقابلة الماسونية و لا يجب علينا التهاون لكي نكسر هيمنة الماسونية و نقلل من سلطانها؛ و هذا يؤدّي إلي أنناّ في زمان ظهور الإمام(عجل الله فرجه) نواجه عدواً أكثر ضعفاً و وهناً. في الواقع إنتظار الإمام المهدي (عجل الله فرجه) الحقيقي هو كذلك و هذا الانتظار، لا يعني غير الجهد و النضال.
و أخيراً يجب أن نقول أن العمل المقدّم تم بجهود كبيرة في مدة زمنية قليلة و من خلال برنامج مضغوط و هكذا من المحتمل أن تكون هناك أخطاء إملائية و نحوية و ….كثيرة. فلذلك ندعو جميع القراء الكرام أن يعلمونا بتعليقاتهم و يذكرونا بأوجه القصور و الخطأ و يساهموا معنا بإضافة بعض الفصول و البحوث. نأمل و معاً و بمعية الله سبحانه و تعالى ان  نتخذ خطوات قوية في طريق المقابلة و الجهاد ضد الماسونية.
راجين ظهور المنجي الموعود, الامام المهدي صاحب الزّمان(عجل الله فرجه)

عمل من خادم الإمام(عج) – وعده الصادق
http://www.alvadossadegh.com/fa/article/42-freemasonry/97-freemasonry-dajjal-of-apocalypse-10.html

Loading

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here
Captcha verification failed!
CAPTCHA user score failed. Please contact us!