الماسونية : دجّال آخر الزّمان _ القسم الحادی عشر

0

الماسونية : دجّال آخر الزّمان _ القسم الحادی عشر

الفيلم كلّه كذب ملؤه التحريف و التزييف و التدليس، قد عرض فيه حقائق تاريخية كثيرة محرفة او مقلوبة رأساً على عقب، منها صورة خشيار شاي ملك ايران، صور جنود الفرس، سلوك الفرس و … و بقدرما يمتلأ الفيلم بأكاذيب تاريخية نحتاج لمعالجتها إلى مقال كامل،  الا اننا لن نتطرّق إليها تجنبا للإطالة.
لكنّ هذا الفيلم، يحوي  رسائل و أهداف سياسية خطيرة خلف ظواهره الفنيّة التاريخية؛ ففي هذا القسم من المقال، نتطرّق إلى معالجة الجوانب السياسية و الأهداف الشيطانية لفيلم 300 حتّى تظهر الزوايا الخفيّة لهذا الفيلم علي القرّاء الأعزّاء أكثر فأكثر.
من المسائل التي سبّبت أن يعتبر فيلم 300 كفيلم سياسي و ذريعة في يد الدّول الماسونية؛ كما  التّالي:

1) اليوم و في سنة 2007 الذي استهدف العالم الغربي، ايران بذريعة الملفّ النووي عرضه لأشدّ الحملات الدعائية (399) وتسعى لاضعاف ايران بأداة مجلس الأمن، انتاج فيلم 300 كان أكبر مساعدة من قبل صناعة سينما هوليوود الماسونية الصهيونية للدّول الغربية؛ لأنّه كان بإمكانها عرض صورة خشنة فظّة و محاربة من الايرانيين، الذي يمهد الأرضية لكراهية الأوروبّيين و الأميركيين لايران و نفس الكراهية تسبّب اجماع الدّول الغربية ضدّ ايران و من ثمّ تعدّ الأرضية أكثر فأكثر لتصويت أي مقاطعة سياسية أو اقتصادية ضدّ ايران و حتّي ان تنفذ أعمال عسكرية ضدّ ايران، سيدعم الناس في هذه الدّول  الحرب ضدّ ايران.؛ لأنّهم بدعم من فيلم 300 يعتبرون الايرانيين محاربين ذاتياً. هذه الخدمة الكبيرة لفيلم 300 إلى السياسيين الغربيين من جهة و انتاج الفيلم من قبل شركة ماسونية تماماً (400) المنتمية لهوليوود من جهة أخرى، تؤيدّ هذه الفرضية بقوّة أنّ الفيلم المذكور قد صنع في خدمة أهداف الماسونية. (يجدر بالذكر أنّه قد اثبتت عضوية عدد من «إخوة وارنر» الذين هم أصحاب الشركة المنتجة لفيلم 300 في الماسونية). (401).

2)    فيلم300 يملأه مشاهد و محادثات تتطرّق إلى المناقشات السياسية الراهنة بين ايران (و حتّى الاسلام) و الغرب، مباشرة أو غيرمباشرة؛ فيما يعطي الحقّ إلي الجانب الغربي. و من أهمّ المشاهد و المحادثات التي يمكن الاشارة إليها كما في التالي:
A) في كثير من المشاهد يعرض الفرس بألبسة تشبه الالبسة العربية و بوجوه عربية. و هذه المسألة كانت عن تعمد بالتأكيد؛ لأنّ بعد حدث 11 سبتمبر المصنوع، جرت دعايات كثيرة ضدّ الاسلام و خاصّةً العرب. خصوصاً بسبب تعريف مجموعة القاعدة التكفيرية كعامل رئيسي لهذا الحدث. (402)
بالنظر الى هذه الدّعايات، تطرّق فيلم 300 إلى تمثيل وجوه الفرس و العرب حتى  يحيي وجوه السعوديين الّذين قد عرّفوا في الاعلام كمسبّبين لحدث 11 سبتمبر المصنوع ، فيجدّد الحدث في أذهان الأميركيين، و بهذه الحيلة و الصورة المنطبعة في أذهانهم عن حدث 11 سبتمبر، سيفترضون ان الفرس أشخاص خطرين و يخافون منهم، و من ثمّ سيدعم الأميركيون سياسات أميركا العدائية ضد ايران أكثر من قبل.
B) ملكة اسبرطة لها حضور مؤثّر في أقسام كثيرة لفيلم 300، فلم يكن حضورها صدفة بالتأكيد؛ خصوصاً في مكالمات تلقى من جانب الرّسول الأول لخشيار شاي في المشاهد البدائية للفيلم، و هو يحتج على حضور النساء في الجلسات السياسية. (403)

                                   احتجاج الرسول الأول لخشيار شاي على حضور النّساء في الجلسات السياسية

يبدو أنّ حضور ملكة اسبرطة الكثير في المشاهد المختلفة للفيم، و هتك حرمة النسّاء من قبل الرّسول الأول لخشيار شاي كان محاولة شيطانية من قبل منتجي الفيلم حتّي يتمكنوا  من خلالها  توجيه تهمهم إلى ايران عن انتهاك حقوق الانسان و وضع الحدّ للنساء. خصوصاً في السّنوات الأخيرة التي مارست الدّول الغربية المستعمرة الضغط على ايران عبر وسائل منوّعة كالديمقراطية الغربية، حريّة النّساء و.. . (404)
طبعاً يجدر بالذكر أنّه لم تحضر ملكة اسبرطة في مشهد المكالمة بين الرسول الأول لخشيار شاي و ملك اسبرطة الملك ليونيداس في كتاب 300 المصوّر لفرانك ميلر الذي اعتمد عليه فيلم 300، فليست هناك أي أشارة إلى هذه المسألة في هذا الكتاب الذي كلّه كذب أيضاً. إذا يبدو أنّ منتجي فيلم 300 اشركوا ملكة اسبرطة في المشهد المذكور عن عمد تنفيذاً لمقاصدهم السياسية. (405)
فضلاً على ذلك، دور ملكة اسبرطة في كتاب فرانك ميلر هو أضعف من دورها في فيلم 300 و هذه المسألة تؤيد التآمر حول حضور ملكة اسبرطة الناشط في المشاهد المؤثّرة لفيلم 300.
إذن، كما لاحظتم، حضور ملكة اسبرطة تنبأ بنقاط ظريفة سياسية تهدف لتكرار مزاعم الدّول الغربية عن حريّة النّساء في الغرب! و تقييد نشاطات النّساء في الدّول الاسلامية!.
C) قتل الرسول الأول لخشيار شاي علي يد ليونيداس من الأقسام التي تحتوي علي رسائل سياسية هامّه، و في المشهد المذكوريرمي ليونيداس رسول خشيار شاي و كلّ ملازميه في بئر كبير و يقتلون.في هذ المشهد، تجري مكالمة ملفتة للنظر تستحقّ الدراسة و التأمّل بين رسول خشيار شاي و ليونيداس: يقول رسول خشيار شاي: «ليس في العرف قتل رسول الملوك ». لكن يجيب ليونيداس: «أنت أهنت الملكة و هدّدت الاسبرطيين بالموت و ..».
و هكذا يرمي ليونيداس الرّسول الأول لخشيار شاي و ملازميه في البئر. (406)

الماسونية: هي دجّال آخرالزّمان – القسم الحادی عشر

                                    يرمي ليونيداس ملك اسبرطة، الرسول الأول لخشيار شاي و ملازميه في البئر

و النقطة الملفتة للنظر في كتاب 300 المصوّر لفرانك ميلر، أنّه لا يذكر ليونيداس سبب قتل رسول خشيار شاي و اهانته الملكة في المشهد المذكور، بل لتهديد خشيار شاي بحرب يونان و هذه المسألة تظهر تدليس منتجي الفيلم في محتوي كتاب 300 و يكشف السّتار عن تآمراتهم. (407)
فكما لاحظتم،  ليونيداس الذي يجسّد رمز الحاكم و ملك غربي، يقتل رسول خشيار شاي خلافاً للقواعد الدبلوماسية. هذا المشهد نفسه دعاية لاستبداد القادة الغربية؛ لأنّهم طبقاً للفلم، يجوز لهم القيام بأي عمل.
و في الواقع، يمكن أن نقول أنّ هذا القسم من الفيلم، يغطّي على الجرائم و الأعمال الأحادية للدّول الماسونية، اسرائيل و أميركا كالقبض علي الدبلوماسيين الايرانيين في العراق ولبنان (408) الاحتلال الجائر للعراق و افغانستان و … خلافاً لكلّ‌ القواعد الدبلوماسية و يجيز لهذه الدّول أي ردّ إزاء معارضيهم.
و من ثمّ يمكن كان مشهد قتل رسول خشيار شاي و ملازميه علي يد ليونيداس سياسياً تماماً يهدف تبرير الأعمال الغير دبلوماسية للدول الماسونية في الردّ على معارضيهم.
D) وجه الرسول الثاني الذي وجّهه خشيار شاي إلي اليونيين حتّى يكرههم ليخضعوا تحت امرتهم، يشبه كثيراً  وجه «بن لادن» المزيف الذي عرضته دولة أميركا بعد حدث 11 سبتمبر في الاعلام.  …. نود أن نؤكد أننا حين نأتي بالكلمة «المزيف»، فنحن لا نحاول أن نؤيد مجموعة «القاعدة» التكفيرية الارهابية،‌ بل نهدف إلى أنّ دولة أميركا قد نشرت فيلماً منسوباً إلى «بن لادن» في الاعلام في مسيرة تزييف مستندات الحدث، و في هذا الفيلم كان يهدّد «بن لادن» أميركا.
انتبهوا إلي الصور التالية للمقارنة بين وجه «بن لادن» الحقيقي و وجه «بن لادن» المزيف. (409):

الماسونية: هي دجّال آخرالزّمان – القسم الحادی عشر

وجه بن لادن الحقيقي (في الجهة اليمنى) و وجه بن لادن المزيف (في الجهة اليسرى). (انتبهوا إلى التفاوت الموجود في الوجوه). دولة أميركا قد نشرت فيلماً منسوباً إلى «بن لادن» في الاعلام في مسيرة تزييف مستندات الحدث، و في هذا الفيلم كان يهدّد «بن لادن» أميركا. الصورة اليسرى نفس الصورة التي بثّت في الفيلم المنشور من قبل دولة أميركا لابن لادن و كان يهدّد الأميركيين. (طبعاً يعني هذا الكلام تأييد نشاطات مجموعة «القاعدة» التكفيرية الارهابية )

أيضاً في فيلم 300 يشبه وجه الرسول الثاني لخشيار شاي (410)، الذي قصد  اسبرطة لتهديد جيشهم و دعوتهم للخضوع لهم مرّة أخرى، يشبه وجه «بن لادن» المزيف في الفيلم المنشور من قبل دولة أميركا. و لمقارنة أفضل انتبهوا إلى الصّور التالية:

                         الماسونية: هي دجّال آخرالزّمان – القسم الحادی عشر

                    الصورة اليمنى: صورة «بن لادن» المزيف في فيلم دولة أميركا حول 11 سبتمبر
الصورة اليسرى: صورة الرسول الثاني لخشيار شاي في الفيم 300 المعادّي لايران

انتبهوا إلى مشابهة الصور بالاعلى
كما لاحظتم، هناك تشابهاً عجيباً بين وجه الرسول الثاني خشيار شاي في فيلم 300 و «بن لادن» المزيف في الفيلم المنشور في الاعلام الأميركي؛ إلي حدّ ما أنّ تفاصيل هذين الوجهين مثل شكل الأنف، لون الجلد، و … يشبه بعضهما كثيراً.
يبدو أنّه لم تكن هذه المشابهة المذكورة دون سبب، فمن المحتمل أنّ الهدف منها، هي ‌تداعي الحدث 11 سبتمبر المصنوع في ذهن المشاهد الأميركي حتّي يمتّ بصلة ما بين القاعدة و ايران و يعتبر القاعدة سفيراً لايران! (كما طرحت مزاعم من قبل الاعلام الغربي مبنية علي أنّ ايران ألجأت القاعدة في بضع سّنوات ماضية). (411)
فباليقين إن أسفر هدف منتجي الفيلم و مدعميهم عن نتيجة، سيستنكر المشاهدون الأميركيون ايران كثيراً و سيدعمون اعمال دولة أميركا ضدّ ايران أكثر من قبل.
لذلك يحتمل كثيراً أنّ هذا القسم من الفيلم قد صنع في مسيرة أهداف رؤساء دولة أميركا الماسونية الشيطانية لايجاد صلة ما بين ايران و القاعدة في أذهان النّاس حتّى تستنكر الافكار العامّة للأميركيين و الغربيين ايران و تستعدّ الأرضية للمواجهات الاقتصادية و السياسية أو العسكرية ضدّ ايران.
E) لقاء خشيار شاي و ليونيداس (ملك اسبرطة) و مجادلتهما يحتوي أغراض سياسية في طيّاتها و هدفها السّخرة من المحادثات و مفاوضات السّلام مع ايران.
في هذا القسم للفيلم، خشيار شاي الذي يساوره الغرور و يجتهد أن ينظر إلى ملك اسبرطة عن موضع القدرة، يدعوه إلي الخضوع له و يعده باعطاءه حكومة اليونان  و يقول: «يمكن لنا تبادلات ثقافية». (412)
لكن ليونيداس يسخر من خشيار شاي و يرفض كلامه.
و في الحقيقة، هذا القسم للفيلم، يسخر من بحث «حوار الحضارات» الذي طرحته ايران في المجامع الدولية بشكل مؤذي. (413)  و يعتبر «حوار الحضارات» دعوة مرفوضة و الحرب هي الاختيار الوحيد لمواجهة ايران. و في الواقع يوافق هذا القسم للفيلم يوافق النزعات الحربية عند الماسونية على وجه التحديد، و يجتهد في اعداد أذهان المخاطبين لقبول الحرب ضدّ ايران.
و النقطة الملفتة للنظر أّنه لايوجد  الحديث المذكور في كتاب فرانك ميلر (الذي انتج الفيلم اعتماداً علي محتوى هذا الكتاب) فلم تجري  أي محادثة حول المسائل الثقافية و مثلها من المسائل… فيه؛ و نفس المسألة تؤيد فرضية التآمر في هذا القسم من الفيلم أكثر فأكثر. إذا يبدو أنّ العوامل الدخيلة في الفيلم، قد ادرجوا هذه االمحادثة بين احاديث خشيار شاي و ليونيداس لسوء استخدامها في خدمة مقاصدهم السياسية و مصالح التنظيمات الماسونية العالمية. (414)

الماسونية: هي دجّال آخرالزّمان – القسم الحادی عشر

مناقشة خشيار شاي و ليونيداس. هذا القسم من الفيلم، يحتوي علي رسائل سياسية ظاهرة في خدمة مصالح أميركا و التنظيمات الماسونية العالمية

نظراً إلى ما ذكرنا، يمكن أن نعتبر هذه المقطع من أوضح المقاطع السياسية للفيلم يعمل لاظهار هذا الأمر_ أنّ المفاوضة بين إيران و أميركا لا تجدي شئ، _بل الحرب هي الاختيار الوحيد لمواجهة ايران.
F) فيلم 300 إضافة إلى الأشخاص، قد استفيد من  الرموز خدمة لأهداف الماسونية و مواجهة ايران و الاسلام.
فقد ذكرنا في الأجزاء السابقة من المقال كتنبّؤات نوسترآداموس، أنّ أعداء الاسلام خاصة الصّهاينة و الدّول الغربية، لهم دراسات كثيرة حول الاسلام و الشيعة، بحيث أنّهم في بضعة أعوام ماضية، عقدوا مؤتمراً لمعرفة التشيع في تل أبيب و عولجت فيه الثورات الشيعية و علاقتها بالمهدوية و عاشوراء. (415)
نظرا لدراسات أعدائنا حول التاريخ و الأحاديث الاسلامية، هم يجتهدون حتّى يستخدموا الاحاديث و الروايات لتخطيط برامج ضدّها.
أيضاً نشاهد في فيلم 300 أّنه قد استفيد مما نقل في الأحاديث و الروايات، و لكن اتّخذوا مواقف ضدّ هذه الأحاديث. على سبيل المثال، راية جيش خشيار شاي الذي يكون رمزاً للشّر، هي سوداء، و العجب كلّ‌ العجب أنّ المخرج و المجموعة المصوّرة شغفوا بعرض هذه الراية السوداء في المشاهد الحساسّة الرئيسية للفيلم.
مثلاً في المشاهد التالية، عرضت رايات الجيش المنسوب إلى خشيار شاي مستهدفة‌. (416):

الماسونية: هي دجّال آخرالزّمان – القسم الحادی عشر

                                          العرض المتتال للرّاية السّوداء كراية جيش ايران في فيلم 300

بالنظر إلى الصور بالاعلى ، يبدو أنّ استخدام هذه الراية السوداء كراية جيش خشيار شاي، كانت حركة مستهدفة. و بالنظر إلي خروج الرايات السوداء من خراسان لنصرة الامام المهدي (عجل الله فرجه)، (417) فقد اجتهد العاملون على انتاج فيلم 300 حتّى يربطوا بين رايات خشيار شاي (التي يحتمل أنّها لم تكن سوداء اصلا !) و رايات السّود لخراسان في الراوايات الاسلامية، و بهذه الحيل يخافون النّاس في الدّول الغربية من أيّ نوع لراية سوداء ايرانية – اسلامية. و في الواقع يمكن أن يقال أنّ المشاهد المذكورة في فيلم 300، خطّطت لتشويه سمعة رايات السود لخراسان، لأنّه ذكر في بعض الروايات أصحاب الرايات السّود كأنصار للامام المهدي (عجل الله فرجه). (418)
و في النهاية يمكن أن نستخلص أنّ العالم الغربي الذي يحظى بمجموعات دراسية متعدّدة حول معرفة الاسلام، اجتهد لانتاج فيلم 300 لتعبئة النّاس في الدّول الغربية لمواجهة الخطر المحتمل من جانب رايات جيش خراسان (ايران) و قد بذل كلِّ جهوده لتحقيق هذا الأمر حتّي تعرض رايات السّود الايرانية رايات محطّمة مخوفة.
G) من مشاهد أخرى يصل فيلم 300 إلى مفاهيم آخر الزّمان و يظهر دسائس حماة هذا الفيلم الماسونيين، أنّ شخصاً ما يهاجم من بين الضباب  جيش اسبرطة و يفصل رأس أحد جنودهم عن جسمه بصورة محزنة.
أنظروا إلى الصّور التالية لمشاهدة هذا المشهد (419):

       

   المشهد الّذي يهاجم شخص من بين الضباب  جيش اسبرطة و يفصل رأس أحد جنودهم عن جسمه بصورة محزنة.

و النقطة الرائعة أنّ الكاميرا لا تعرض وجه الفارس و تعطيه حالة رمزية، أيضاً الفارس المذكور يؤدّي دوره فقط في هذا المشهد فلا نراه في الفيلم بعد ذلك. كلّ هذه الأمور تبيّن أنّ هذا الشخص من وجهة نظر منتجي الفيلم، لما يكن انساناً عادّياً؛ بل قصدوا منه منجي المسلمين أي الامام المهدي (عجل الله فرجه). (420)
يجدر بالذكر أنّ هذا القسم من الفيلم، لا يوجد في كتاب 300 لفرانك ميلر المصوّر، بل قد أضافه منتجو الفيلم إلى القصّة. نفس هذه المسألة تبيّن  ان هذا القسم من الفيلم يكون عن مؤامرة. (421)
إذا يبدو أنّ عملاء الصهيونية و الماسونية المنتجة للفيلم، اجتهدوا لعرض منجي المسلمين و الايرانيين الامام المهدي (عجل الله فرجه ) بوجه خشن حتّى مشاهدي الفيلم يسيئوا الظنّ به. لعن الله مسبّبي هذه الفتنة النكراء.
H) من مشاهد أخرى  لهذ الفيلم الذي يجهد لالقاء مفاهيم آخر الزّمان على مخاطبيه، مشهد يعرض جثمان ليونيداس و أنصاره عمودياً و من الأعلى. ففي هذا المشهد قد عرض جثمان ليونيداس علي شكل الصليب.
انتبهوا إلي الصّور التالية من هذا المشهد (422):

  الماسونية: هي دجّال آخرالزّمان – القسم الحادی عشر

                           المشهد الّذي قد عرض جثمان ليونيداس علي شكل الصليب

بالنظرً إلى الصورة بالاعلى ، يبدو أنّ منتجي الفيلم، جهدوا لعرض ليونيداس و السّيد المسيح (ع) على السّواء و يرفعوا ليويداس إلى مرتبة السّيد المسيح (ع). و من جهة أخرى، نظراً إلى أنّ فيلم 300، عرّف جيش ايران رمزاً لجيش الاسلام في آخر الزّمان، جهدوا حتّي يعرّفوا جيش ايران مقابل اسبرطة، رمزاً لجيش الاسلام و ايران مقابل جيش المسيح (ع) في حرب أرمجدون المزعومة؛ التي قد صنعت علي يد الصّهاينة و الماسونيين، و هذه المجموعات تسعى وراء أهدافهم لآخر الزّمان بالدّعاية لهذه الحرب و تستغلّ  طاقات المسيحيين و اليهود الصهاينة.
فهكذا قد صنع المشهد المذكور للمقارنة بين حرب ايران و اسبرطة مع حرب أرمجدون المزعومة، القصد  من إلقاء هذا المفهوم على  المشاهدين أنّ في حرب أرمجدون تحارب ايران و الاسلام السّيد المسيح!  فلعنة الله على الكاذبين.

I)مقارنة بين أثينا و اسبرتا (مدينتين كبيرتين في اليونان القديم) في أقسام مختلفة للفيلم، تظهر جانباً آخر عن الكنايات السياسية للفيلم؛ بصورة أنّ ليونيداس (ملك اسبرطة) يعتبر الأثينيين فلاسفة دون فائدة و الاسبرطيين أناس شرفاء بواسل. (423)
و بقليل من الدقّة، يمكن أن ندرك أنّ أثينا في فيلم 300 يجسّد رمزاً للدّول الأوروبية و اسبرطة رمزاً لأميركا؛ لأنّ الاتّحاد الأوروبي و بلاد فرنسا، ألمانيا، و انكلترا يستعملون آلة المفاوضة إزاء ايران و الدّول الاسلامية (و إن تكون مفاوضاتهم مسمومة أيضاً)، أمّا أميركا تستعمل الآلة العسكرية و المليارية إزاء ايران و الدّول الاسلامية. (424)
فيلم 300 باستخدام أثينا و اسبارتا، يلقي هذه الفكرة على مشاهدي أميركا أنّه بين المفاوضة و المواجهة العسكرية، الهجوم العسكري هو أحسن حلّ لمواجهة ايران و الدّول الاسلامية؛ كما يموت الأثينيين في الفيلم بذل، لكن يموت ليونيداس و أنصاره بعزّة و رفعة.
و في النهاية قد عرض جيش اسبرطة المكون من ثلاثة آلاف جندياً اسبرطياً، و هم يحيون ذكرى ليونيداس و أنصاره، يقدمون إلى الايرانيين راسخين ثابتين. (425) و هذا المشهد أيضاً يدعم مواقف الاسبرطيين (الذين يجسّدون رمزاً لأميركا الحالية) و يمجّدهم.

حركة جيش الاسبرطي ذات ثلاثة آلاف جندياً راسخين ثابتين إلي جيش ايران في نهاية الفيلم.

فيبدو أنّ منتجي الفيلم، اجتهدوا لاستعمال الرمزين الاسبرطي و الأثيني، وقاموا بالدّعاية الميليتارية و العسكرية الأميركية  عبر هذا الطريق و استقطاب الرأي العامّ لصالحهم، يمهّدوا السّبيل لمواجهة أميركا العسكرية لايران و الدّول الاسلامية.
فكما لاحظتم، صنع فيلم 300 التاريخي حتّى يعبّر عن رموز و كنايات سياسية و يبسط و يوسّع الأهداف الماسونية. فقد عرّف ايران زمن خشيار شاي رمزاً لايران الحالية و حتّى العالم الاسلامي، و اسبرطة رمزاً للعالم الغربي المسيحي ظاهراً في آخر الزّمان. يمكن أن نشاهد مقارنة ايران في العالم الاسلامي في فيلم 300 بسهولة؛ ‌بصورة أنّ كثير من الجنود الايرانيين و حتّى ممثّلا خشيار شاي عرضا بألبسة و وجوه عربية. و في الواقع، يمكن أن نقول أنّ فيلم 300، فيلم يتطرّق إلي المواجهة بين الاسلام و ايران و بين العالم الغربي، و من بينهما ينحاز إلى العالم الغربي تماماً.
أمّا النقطة النهائية  التي يجب الاشارة إليها، أنّ انتاج «فيلم 300» كسائر أمثاله، فيلم «مقبرة المصلوب المفقودة» و «شفرة دافنشي» يظهر لنا أنّه يحتمل أنّ الماسونيين يكملون آخر برامجهم لآخر الزّمان حالياً؛ لأنّه في فيلم 300 و الافلام الأخيرة منها، نشهد أنّهم قد تركوا حججهم السّابقة لأنّهم لم يروا ان هناك  داعي لاستعمال تلك الحجج، منها ادّعاء الصلة القويّة بين الايرانيين القدماء و اليهود.
و هم كانوا يعرضون أنفسهم كأصدقاء لايران قديما (426) فيعرّفون أحداث كاطلاق سراح الاسرى اليهود المعتقلين في بابل على يد كوروش الهخامنشي (427) زواج استر اليهودي و خشيار شاي الهخامنشي و وزارة مردخاي (عمّ استر) في بلاط خشيار شاي (428) رمزاً لايجاد الصلة بين الايرانيين القدماء و اليهود و هم قبل الثورة الاسلامية، كانوا يجتهدون  لاستخدام ايران شريكاً و معاوناً لهم في المنطقة بواسطة هذه الآلات.
و لانجاز هذ الأمر، قبل الثورة الاسلامية الايرانية،، كانت تعزّز الافكار الوطنية الغير مذهبية في ايران و تحاول التعريف بايران القديمة كهويّة وحيدة للايرانيين و أن تنسى هويّتهم الاسلامية كليّاً. (اقامة احتفالات 2500 سنة الملكية كانت قسماً من هذه البرامج). (429))
إلى جانب هذه الأحداث، كانت الصّهاينة تقوم بالدعاية لأفكار أخرى، كمودّة الايرانيين القدماء و اليهود بصورة متطرّفة و تسعى لالقاء هذه الفكرة أنّهم كانوا أقرب الاصدقاء للايرانيين و لكنّ الاسلام قد فصل بين هذين الصديقين الشقيقين. (430)
وبعد انتصار الثورة الاسلامية الايرانية، استمرّت السياسة الصهيونية المذكورة من قبل الدّول الماسونية أميركا و اسرائيل و أشاعت الافكار المذكورة في برامج الشبكات الفضائية.
و الملفت للأمر عن فيلم 300،‌ أنّهم  لم  يرحموا  الايرانيين القدماء أيضاً، بل صوّروهم مجرد همج رعاع و متوحشين، و الأعجب أنّ الملك الايراني في هذ الفيلم (خشيار شاي) هو الّذي كان يفتخر اليهود بزواجه من استر سابقاً (431) و يصوّره ملكاً مقتدراً ذا طبيعة حسنة!
هذا التغيير في نزعة الصّهاينة  في فيلم 300، يعرض لنا، أنّهم يظنّون أنفسهم  قربيبين من التوصّل إلى أهدافهم لآخر الزّمان، فلا حاجة إلى هذه الحجج الواهية المذكورة بعد.
طبعاً يجب أن نذكر بنقطة في النهاية، أنّنا لا نقصد عداوة مواطنينا اليهود و سائر اليهود الأحرار في العالم؛ بل نخاطب الأجهزة الماسونية الصهيونية اليهودية المسيحية الّذين يستغلّون من الأبحاث المذكورة أعلاه. و بعبارة أخرى، الايرانيون المسلمون يعتبرون الصداقة مع كلّ الأديان السماوية وظيفة لأنفسهم اعتماداً علي ثقافتهم الأصيلة الاسلامية- الايرانية و هم يستمرّون بعلاقاتهم الحسنة مع مواطنيهم الكليمية، الزردشتية و المسيحية بعد الثورة الاسلامية أكثر فأكثر.

27- اقامة الاحتفال العالمي للّوطيين في مدينة البيت المقدّس
المجموعات اللّوطية، مجموعات منحرفة أعضائها لا يدينون بدين و فقط يفكّرون في ارضاء شهواتهم الجنسية الحيوانية. عدد غفير منهم، وهم من أعضاء المجموعات الشيطانية أيضاً. (432) و في البلاد الغربية أعضاء المجموعات اللّوطية في أي مدينة، يقرّرون يوماً ما في السّنة و يقومون فيه باحتفال جماعي و يرقصون و يعرضون في الشوارع. فضلاً عن الاحتفال المذكور، أيضاً يقومون باحتفال كبير في مدينة من مدن العالم الكبيرة في أيّ‌ سنة و كلّهم يجتمعون فيه و يقومون بالرقص و العرض في الشوارع حتّى يفتخروا بذلك على كونهم لوطيين و يعلنوا عن هذه المسألة إلى الآخرين دون حياء! (433)
هناك رابطة دولية باسم «المفخر العالمي» أو «Inter Pride» تقوم بمسؤولية تنظيم الاحتفال السّنوي للّوطيين. (434) فقد قامت هذه الرابطة بعمل عجيب دون سابقة له، قرّرت تأسيس شعبة من أهمّ شعبها المعنون بـ«مفخر العالم» أو «World Pride» في مدينة بيت المقدّس المبارك .  (435) و احتفلت با لمهرجان السّنوي للّوطيين سنة 2006 في هذه المدينة الحبيبة. (436) و بقدر ما كان هذا العمل وقحاً دون حياء، أنّ اليهود التقليديين و فوق الاثوذكس احتجّوا باقامة هذا المهرجان الشيطاني فضلاً عن المسلمين؛ و قد أدّت الاحتجاجات إلى نزاعات شديد بين شرطة اسرائيل و المسلمين و اليهود. (437)
طبعاً هذه الاحتجاجات المذكورة، سبّبت أن يمتنع اللّوطيين عن العرض في الشوارع خوفاً علي أرواحهم و يقيموا مهرجانهم الفاسد في ملعب رياضي. (438)
تلاحظون في الصّور التالية مشاهد لهذا الاجتماع المذكور (439):

      الماسونية: هي دجّال آخرالزّمان – القسم الحادی عشرالماسونية: هي دجّال آخرالزّمان – القسم الحادی عشر

صور المهرجان الدّولي السّنوي للّوطيين، الّذي أقيم في مدينة أورشليم (بيت المقدّس) سنة 2006

الماسونية: هي دجّال آخرالزّمان – القسم الحادی عشر

حضور اليهود الاصلاحيين و غير ارثوذكس الكثيف (الصورة اليمنى)، الموالون لاسرائيل (الصورة الوسطى) و حتّي الجنود الاسرائيليين! (الصورة اليسرى) في المهرجان السّنوي للّوطيين في أورشليم (بيت المقدّس) يؤكّد على وجود علاقات حسنة بين دولة اسرائيل الماسونية و المجموعات الفاسدة.

الماسونية: هي دجّال آخرالزّمان – القسم الحادی عشر

القبض علي اليهود الفوق الارثوذكس المعترضين  على المهرجان الدّولي للّوطيين في أورشليم (بيت المقدّس)

المجموعات اللّوطية الفاسدة التي كانت قد جرّبت دعم دولة اسرائيل الشامل لمهرجانهم سنة 2006، قرّرت اقامة مهرجانهم الدّولي سنة 2007 في بيت المقدّس مرّة أخرى؛ غير أنّهم في هذه المرّة عرضوا في الشّوارع و أيضاً قرب جدران المسجد الأقصى ليصل انتهاكهم حرمة الاديان إلى ذروته. (440)
هذه الحركة الوقحة من قبل اللّوطيين سنة 2007 أدّت إلي احتجاج المسلمين و اليهود فوق الارثوذكس من جديد،  ولم  تجرّ هذه  الاحتجاجات إلى اشتباك الشرطة مع المعارضين فحسب، (441) بل رفضت المحكمة العليا لاسرائيل (الذي أشرنا إلي هيكلها الماسوني سابقاً) عريضة المعارضين القانونية فأصدرت  حكمها لصالح اللّوطيين. (442)
إذا، يمكن أن نستخلص من هذه الحقائق أنّ احتفال اللّوطيين الفاسد شكّل بالتعاون مع دولة اسرائيل الماسوني و استهدف اهانة  الاديان الالهية و ترويج التعاليم الماسونية الشيطانية المضادّة للدّين.
وهناك سؤال :
أنّه لماذا انتخبت مدينة بيت المقدس لاقامة المهرجان الدّولي للّوطيين؟
قبل الاجابة  على هذا السؤال، يجب التذكير بنقطة هامّة و هي أنّها توجد مدن كبيرة أخرى في اسرائيل، فضلاً على بيت المقدس (أورشليم)؛ فنفس هذا السّؤال أنّه لماذا أقيم مهرجان فاسد كهذا في بيت المقدّس، مع أنّ هناك مدن كبيرة سياحية في اسرائيل، تظهر لنا الدسائس الخفيّة الموجودة في طيّات هذا الحدث.
أمّا الدلائل التي سبّبت لاقامة اللّوطيين مهرجانهم الفاسد الدّولي في بيت المقدّس، كما في التّالي:
1) بناء على تقرير وكالة أنباء مهر و موقع الموعود، قد ذكر أحد شعب الرابطة العالمية للّوطيين المعنون بـ«مفخر العالم» أو «World Pride» الّتي تقع في بيت المقدّس، قد ذكر في بيانه: «كان السبب لاقامة هذا المهرجان في بيت المقدّس، هو الاصالة الدينية لهذه المدينة». (443)
بأقلّ تأمّل ندرك أنّ المقصود من هذا الاكلام هو أنّ اللّوطيين في العالم، انتخبوا إحدى أهمّ المدن الدينية في العالم لاقامة احتفالهم الدّولي للسخرية من الاديان الالهية و اظهار جسارتهم في مواجهة كلّ الاديان الثلاثة السّماوية العظيمة (الاسلام، المسيحية و اليهودية)؟! لأنّ مدينة بيت المقدّس، مدينة مقدّسة لكلّ الاديان الثلاثة السّماوية العظيمة، لأنّ معراج النبيّ محمد صلي الله عليه و آله إلي السّماء و دعوة النبيّ عيسى عليه السلام كانت في هذه المدينة و أيضاً هي  قبلة لموسى نبيّ الله عليه السلام و توجد محاريب كثيرة  لأنبياء بني اسرائيل في هذه المدينة. (444)
2)من الدلائل الهامّة التي سبّبت  لاقامة الرابطة العالمية للّوطيين احتفالهم في بيت المقدّس، قرابة أورشليم (بيت المقدّس) من مكان كان يعيش فيه قوم لوط (أي مدينة سدوم Sodom).
كان يعيش قوم لوط الفاسد العاصي في مدينة سدوم قرب البحر الميّت (Dead Sea) و نهر اردن.
و كان قوم لوط أوّل قوم روّجوا للعمل الشنيع اللّواط و الله تعالى عذّبهم على هذا الاثم الكبير و أبادهم.(445)
و في عصرنا الحاضر، قوم لوط يعرفون كرمز للاثم و بالخصوص الشذوذ الجنسي؛ و هذا الرّمز بقدر ما هو  معروف عند جميع الأمم، فأنّ الكلمات المرتبطة باللّواطة في اللّغة الانجليزية هي (Sodomitic) و (Sodomy) و … (446) فضلاً على ذلك، بعض المجموعات الشيطانية كمجموعة (Metal) الشيطانية في ألمانيا، سمّوا أنفسهم باسم (Sodomi). (447)
و في الصّور التالية تلاحظون دعايات هذه المجموعة (448):

الماسونية: هي دجّال آخرالزّمان – القسم الحادی عشر

صور دعائية على ألالبومات الموسيقية (Metal) تحت العنوان (Sadom)

كما لاحظتم، عبدة الشيطان و اللّوطيين يعتبرون مدينة سدوم كمدينتهم المثالية. تجاور هذه المدنية الفاسدة البحر الميّت(Dead Sea)  و هذه البحيرة على بعد قليل من مدينة بيت المقدّس (أورشليم). (449) فكانت مدينة سدوم تبعد بيت المقدّس 75 كلم في الحدّ الأعلى.
فضلاً علي ذلك، قيل في القرآن الكريم و التوراة عن ملائكة قد نزلت لعذاب قوم لوط، و أنّهم قبل أن تقصد مدينة سدوم، التقوا  بابراهيم عليه السلام. (450). فيبيّن هذا الأمر أنّ هاتين المدينتين، سدوم و بيت المقدّس (المدينة التي كان يعيش فيها ابراهيم عليه السلام آنذاك) كانتا على بعد قليل من بعضهما.
و في الصّور التالية تلاحظون موقع مدينة سدوم( 451):

الماسونية: هي دجّال آخرالزّمان – القسم الحادی عشر

الموقع المحتمل لمدينة سدوم ((Sadom قرب البحر الميّت (Dead Sea)

الماسونية: هي دجّال آخرالزّمان – القسم الحادی عشر

تقع مدينة بيت المقدّس على بعد قليل 75 كلم تقريباً من البحر الميّت (Dead Sea)، انتبهوا إلى المقياس الذي عرض في جانب الصورة:

ندرك بالدقّة في الصّور العليا، أنّ مدينة سدوم تبعد عن بيت المقدّس قليلاً.

إذا يمكن أن نستخلص أنّ قرابة مدينة بيت المقدس من مدينة سدوم المنهارة كانت داعيةً أخرى للّوطيين _ و حماتهم المجموعات العابدة للشيطان_ حتي يقيموا احتفالهم السّنوي في مدينة بيت المقدس، و فضلاً علي اهانة  الاديان الالهية، يحيوا سوءآت قوم لوط و يروّجوا أعمالهم القذرة.
A) فضلاً علي الدوافع و الأهداف التي ذكرت أعلاه، حول اقامة الاحتفال السّنوي للّوطيين في بيت المقدّس، يبدو أنّ هناك دوافع هامّة أخرى أيضاً.
فقد ذكر سابقاً، أنّ التنظيمات الماسونية العالمية، تركز جهودها الأخيرة للقضاء على المسجد الأقصى و بناء هيكل سليمان المزعوم حالياً. و هذه المسألة وصلت إلي حدّ ما هدم اسرائيل «باب المغاربة» المجاورللمسجد الأقصى علنياً لتهدم جدران المسجد الأقصي إثر تغيير هذ االقسم مباشرة. (452)
نظراً إلي أنّ المجموعات العابدة للشيطان و اللّوطيين تباعاً لهم، يعتبرون هيكل سليمان رمزاً للكفر و الالحاد و العصيان، فهم يسرّون من البدء في برنامج بناء هذا الهيكل.
اقامة الاحتفال الدّولي للّوطيين سنة 2007 في مدينة بيت المقدّس و على وجه الخصوص عرضهم في الشّوارع قرب المسجد الأقصى في الوقت الذي يركزون آخر جهدهم  لهدم المسجد الأقصى و بناء هيكل سليمان المزعوم، تبيِن أنّ‌ هناك علاقة بين هذا الاحتفال و بناء هيكل سليمان.
و في الواقع نصل إلى هذه الحقيقة أنّ من دوافع اقامة احتفالهم الدّولي سنة 2007، هي اهانة  المسجد الأقصي علنياً و بدء بناء هيكل سليمان المزعوم، لأنّ المسجد الأقصى هو رمزاً لعبادة الله و انهياره يعني إبادة كلّ الاديان الالهية من جهة و من جهة أخرى المجموعات الماسونية، الصهيونية، ‌العابدة للشيطان و اللّوطيين الذين يعتبرون سليمان عليه السلام كافراً مشركاً كذاباً،‌ (453) يعتبرون بناء هيكل سليمان المزعوم بداية لفترة العصيان و اتّباع الشهوات دون حد لها.
إذن، يبدو أنّ الاحتفال الدّولي للّوطيين في البيت المقدّس و عرضهم قرب المسجد الأقصى، كان احتفالاً لهدم المسجد الأقصى و بناء هيكل سليمان أيضاً.
نظراً إلى ما ذكرنا آنفاً، يمكن أن نستخلص من هذه الحقائق أنّ احتفالاتهم في سنتي 2006 و 2007 في بيت المقدّس، كانت تآمراً مبرمجاً من قبل الماسونيين ركز على يد اللّوطيين و عبدة الشيطان؛ تآمراً استهدف اهانة الاديان الالهية و تجليلاً لطقوس و شعائرهم الكافرة المشركة.
كما لاحظتم، قد استخدمت الماسونية تمهيدات مختلفة طول التّاريخ لاقامة حكومة شيطانية عالمية، أشرنا  لبعض جوانبها فيما سبق. طبعاً هذه التنظيمات الشيطانية ستستخدم تمهيدات متفاوتة حتّى تصل إلى أهدافها الخبيثة في المستقبل أيضاً. فعلينا أن نعرف أداتهم فنخطّط ضدّها و نستعين بالله في هذا الطّريق.

تذكير بنقطة هامّة :
في نهاية هذا البحث «تمهيدات التنظيمات الماسونية لايجاد حكومة شيطانية عالمية»، نشير إلى نقطة أنّ زعماء التنظيمات الماسونية العالمية، يرفضون كثيراً  الشّواهد التي تحكي عن أعمالهم التخريبية لمواجهة الاسرار المتفشية لهذه المنظّمة، دون أي حجة قاطعة و يعتبرون الباحثين الذين يفشون عن أسرارهم متشائمين متوهّمين.
هذه الحيلة من قبل الماسونيين أدّت إلي أنّ زعمائهم أوردوا مصطلحات كـ (Conspiracy Hallucination) توهّم التآمر، (Conspiracy Delusion) هذيان التآمر، (Conspiracy Theory) نظريّة التآمر و … في الخطاب السياسي الثقافي. (454) حتّى يسخروا من الشواهد التي يقدّمها الباحثين حول شيطنات الماسونية و يعرّفونهم كأشخاص متشائمين، مهذارين و متوهّمين و كلّ ما يقولون ليس إلاّ نظرية (و لا واقعية).
طبعاً نحن المسلمين إذا  اردنا أن نكون بسطاء خياليين نفسّر الأحداث الواقعة من قبل الماسونيين على أساس الصدفة و النصيب و وفقاً للمثل المعروف «ندخل رؤسنا تحت الثلج كالحجل»،  حتى يسيطر الماسونيون و أصدقائهم من الصّهاينة على الدّنيا و تكرّس امبراطوريتهم الشيطانية العالمية في أورشليم (بيت المقدّس).
إذا نطلب من الإخوة و الأخوات ألاّ ينتبهوا إلى أقوال الماسونيين الفارغة دون أساس لها، بل لا يشكّوا في كشف تآمراتهم و الافشاء عنها و يطمئنّوا بأنّ كلّ الفتن التي أنجزت علي يد هولاء الماسونيين، ما هي إلاّ واقعية خطيرة معقّدة؛ لأنّه بقدر ما تكثر الأحداث المرّة و نشاطاتهم الخطيرة لا يمكن لنا أن نعتبرها صدفة و نمرّ عليها بسهوله علي أي وجه.

سؤال:
و بالتدقيق فيما طرح حول الماسونية يظهر سؤالاً هامّاً في ذهن القرّاء الكرام و هو:
لماذا المجموعات الماسونية التي تسعى لاقامة حكومة ضدّ المسيح (دجال=  Antichrist)، (455) تعادي المسلمين خاصّة الايرانيين، مكان عدائهم الفاتيكان و سائر المؤسّسات و الدّول المسيحية؟
في الاجابة  على هذا السّؤال يجب أن نقول أنّ الدين السّماوي الوحيد الموجود في العالم حالياً و الّذي يقف أمام الماسونية و سائر الأفكار الالحاديّة بقدرة تامّة، هو دين الاسلام المبين، ‌فالمسيحية المحرّفة الحالية ( لا شريعة عيسى (ع) الحقيقية) و اليهودية المحرّفة الحالية ( لا شريعة موسى (ع) الحقيقية) تبادر إلى طقوسها العبادية ظاهراً و سطحياً.
و من جهة أخرى، لا تستطيع هذه الاديان المواجهة أمام أعداء الدّين بسبب ضعف التعاليم الجهادية في المسيحية و اليهودية المحرّفتين، فتفشلان بسهولة.
فضلاً على ذلك، التنظيمات الدينية المسيحية و اليهودية و زعمائها، هي غارقةً في الفساد و عدم الكفاءة، و گثيراً ما نشاهد نماذجها في الفاتيكان الحاضرة و الكنائس الاسرائيلية؛ هذا الفساد و عدم الكفاية في التنظيمات الدينية للمسيحية و اليهودية المحرّفتين سبّب عدم قدرة هذين الدينين لمواجهة النشاطات الشيطانية الماسونية و التنظيمات المشابهة بها.
أمّا النقطة الهامّة الأخرى للاجابة عن السّوال المذكور، أنِّنا على افتراض أننا نعتبر عداوة الماسونية للسّيد المسيح عليه السّلام لايجاد حكومة (Antichrist)،  هذه الحقيقة تبين كثرة عداوتهم للاسلام و الأمم المسلمة، يتضح لنا أنّ الماسونيين يرون في دين المسيح عليه السلام شبهاً لدين الاسلام المقدّس، حتّى المسيحية المحرّفة الحالية. إذا، الماسونيون الذين أخلافهم (أي الكاباليون) قد حرّفوا الكتب المقدّسة كالانجيل، بسبب عداوتهم للمسيح عليه السلام، يعادون الاسلام كثيراً؛ لأنّهم يرون في هذا الدّين الحبيب شبها كبيراً _ بالنسبة إلي أي دين آخر_ إلى الشريعة الحقيقية الغير محرّفة لذلك النبيّ العظيم.
و من جهة آخرى، الماسونيون قد أدركوا بدراساتهم في الكتب الاسلامية أنّ المسيح عليه السلام إذا قام في يوم  ما، سيكون قيامه تحت مجموعة القيام الاصلي لمنجي المسلمين أي الامام المهدي (عجل الله فرجه) و سيكون السيد المسيح عليه السلام من أنصار امام الزمان (عجلالله فرجه). إذا يعلم الماسونيون أنّ عليهم أن يواجهوا قائد السيد المسيح (ع) أي الامام المهدي (عجل الله فرجه)  قبل أي شئ آخر.
فلهذا السبب عادوا الاسلام أكثر من أي دين اخر. (طبعاً يجدر بالذكر أنّهم لا يعتقدون بالله سبحانه و تعالى و أنبيائه و ماوراء الطبيعة) (456) و إنّنا نقصد من استعداد الماسونيين لمواجهة المهدي (عجل الله فرجه) و المسيح (ع)، أنّهم يفكّرون أنّ في آخر الزّمان يوجد أشخاص معادّين للامام المهدي (عجل الله فرجه) و السيد المسيح (ع) استغلالاً  للروايات الاسلامية، فيهاجمون على الماسونيين بدعم النّاس لهم! فتكون أفكارهم حول الامام المهدي (عجل الله فرجه) و السّيد المسيح (ع) باطلة و يظنّونهم أناساً عاديين يعيشون في آخر الزّمان، و بهذه الفكرة الباطلة يعدّون أنفسهم لمواجهة أشخاص عاديين (لا اولياء). بطل الله مكرهم إن شاء الله.

من أعمال خادم الامام (عجل الله فرجه) – الوعد الصّادق

يتبع ان شاء الله ………

Loading

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here
Captcha verification failed!
CAPTCHA user score failed. Please contact us!